اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص103
ما فلسفة عصمة الأنبياء، وهل عصمتهم هبه إلهيّة صرفة، أم أنّهم نالوا هذه المرتبة بفضل أعمالهم؟
إنّما تستند عصمة الأنبياء ) الابتعاد عن الذنب والخطأ والنسيان( إلى كمالاتهم المعنويةوالروحية. فمما لا شك فيه أنّ الحالة المعنوية للإنسان هي التي تقف وراء أعماله الحسنةوالسيئة، فالحالة الروحية المتسافلة كالجهل وعدم الإيمان بالمبدأ والمعاد وطغيان الغرائزوما شابه ذلك إنّما تفرز الانحراف والمعصية، كما أنّ العلم والمعرفة والإيمان وتهذيب النفس والتقوى والورع يحول دون ارتكاب الإثم ويفضي إلى الأعمال الصالحة والإنسانية.
ويتمتع الأنبياء على المستوى الروحي والمعنوي بقوة إيمان وعلم ومعرفة عظيمة، وكان هذان العاملان من أهم العوامل الروحية التي قمعت مقدمات الذنب والانحراف لديهم؛فالإنسان حين يقف على قبح الذنب وعواقبه الوخيمة على سعادته الأبدية، وحين يبلغ ورعه مرتبة لا تجعل لعناصر الذنب الباطنية والظاهرية من تأثير عليه، فإنّ هذا الفرد