اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص74
نقول إن جميع موجودات هذا العالم وخواصها وآثارها تحتاج كل لحظة إلى مبدى ء أزلي لتستطيع مواصلة بقائها ؛ لأننا نعلم بأنّ وجود كل هذه الكائنات ليس من ذاتها ؛ فكلهاحادثة ومسبوقة بعدم. ونظام هذا العالم أيضاً يعتمد على علل طبيعية، لكن هذه العلل لابدّأن تستبدل إلى علة أزلية. أي أنّ نور الوجود لابدّ أن يصلها كل لحظة من ذلك المبدأ الأزلي،ولو قطع عنها لحظة لانعدمت. وهذا ما نعبر عنه بأنّ اللَّه في كل مكان ومع جميع الأشياء،وليس لهذه الأشياء من ديمومة لوجودها بدونه ولو للحظة. وعالم الوجود ليس عالماً أزلياًوأبدياً، بل عالم حادث يستند إلى وجود أزلي وأبدي، وهذا الاستناد جزء من ذات هذاالعالم على غرار استناد المصباح الكهربائي للتيار والذي يعتبر جزء ذاته.
والخطأ الوارد في قضية صناعة الساعة هو أنّ الصانع لم يصنع قط موادها الأصلية، بل رتبها بهذا الشكل، ولو كان صانعها الأصلي الذي أوجدها من العدم لزالت هذه المواد بزواله،وقس على ذلك البناء والمعمار فهما ليسا صانعي مواد البناء، وإلّا لزالت بزوالهما. ولو أردناشرح الموضوع على أساس فلسفي لقلنا: إنّ العالم ممكن الوجود لا واجب الوجود ؛ وعليه فممكن الوجود يحتاج إلى واجب الوجود في حدوثه وبقائه، ولو استغني في بقائه لأصبح واجب الوجود، بينما يستحيل تبدل «ممكن الوجود» إلى «واجب الوجود».