پایگاه تخصصی فقه هنر

اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص64

نتطلع إلى هدف آخر ويصدنا عن السؤال ثانية، قد يقال لماذا لم يمنح اللَّه الإنسان كل هذه الكمالات دفعة واحدة، ولماذا خلقه محتاجاً ليبلغ كماله المنشود من خلال السعي والعمل؟

والجواب واضح في أنّ السمو الأخلاقي إنّما يكون ممدوحاً ويعتبر كمالاً حين يحصل عليه الإنسان بوحي تام من حريته واختياره وإرادته، وأمّا أن فرض هذا الكمال على الإنسان فلن يكون فضيلة أخلاقية وملاكاً للتفاصيل، فمساعدّة الضعفاء واعانة الفقراءوبناء المستشفى إنّما يكون دليلاً على التكامل الروحي حين يمارس الإنسان هذه الأفعال بمحض حريته وإرادته، ولو أخذت بعض الأموال قسراً من إنسان وانفقت في هذا المجال،فهي ليست فضيلة خلقية له قط ولا يستحق بعمله هذا أي مدح أو ثناء. وبناءً على هذا فإنّ الإنسان لابدّ أن يسلك بإرادته سبيل الفضيلة ليبلغ تكامله الروحي المنشود.