پایگاه تخصصی فقه هنر

اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص52

بعمل. فالتقدير بهذا المعنى – في أفعال البشر الإختيارية – لا يعدو كونه خرافة، بل لابدّ من الوقوف على حقيقة التقدير في وسط ومعترك الحياة، ولا ينبغي عزل التقدير عن إرادةالإنسان وحريته.

وقد يبدو من الصعب على بعض الأفراد الذين عاشوا صورة ذهنية مشوهة للقضاءوالقدر قبول هذه النظرية: )ليس هنالك من عنصر في عالم الوجود باسم القضاء والقدر في عرض سائر العناصر يلعب دوراً سلبياً أو إيجابياً في إرادة الإنسان(؛ ذلك لأنّ هؤلاء الأفراداعتادوا على تعليق أخطائهم وزلاتهم على عنصر خارجي أسموه القضاء والقدر ليتنصلوامن مسؤولية أعمالهم. وأننا لنلمس اليوم مسألة «الحتمية التأريخية» التي حلت مكان القضاء والقدر لدى الأوساط الغربية والأوربية فينسبون إليها أخطاءهم كافّة. إلّاأنّ حقيقةالأمر واضحة في أنّ التقدير الإلهي لا يحمل أي تأثير على إرادة الإنسان، ويتضح هذاالموضوع بجلاء من خلال بيان السنن الإلهيّة في عالم الوجود والذي يكشف حقيقة القضاءوالقدر.

التقدير الإلهي:

كلما تعرفنا على التقدير الإلهي سنرى خلو صفحة الوجود من عامل وعنصر حركي باسم القضاء والقدر خارج إرادة الفاعل؛ والمراد من التقدير الإلهي السنن القطعية التي تحكمنا والعالم، وتأثير هذه السنن قطعي في سعادة الناس وتعاستهم وأننا أحرار في اختيارأية سنة من هذه السنن. وإليك بعض الأمثلة لتوضيح هذا المطلب:

1 – إنّ التقدير الإلهي بالنسبة للأمّة الخاملة التي تعيش التناحر والنزاع وتوظف إمكاناتها في المجالات العبثية ولا تمتلك رؤية صائبة لأوضاعها والظروف المحيطة بهاوتنغمس في مصالحها الضيقة سوف لن يكون سوى باضمحلالها وانهيارها عاجلاً أم آجلاً.

أمّا التقدير الإلهي تجاه الأمّة التي تعيش هموم المحرومين والكادحين وتحرص على ردم التمييز الطبقي واشاعة رفاهية الإنسان وتحسين وضعه المعاشي والاجتماعي وتمديد