اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص29
إنّكم تقولون في مبحث «معرفة اللَّه» بشأن علم اللَّه: )إنّ اللَّه عالم بكافة أحداث الماضي والحاضر والمستقبل على حد سواء(، ولا يشذ شي ء عن علمه، وعلمه بكافّة الأمور )علم حضوري، أي أنّ جميع الأحداث حاضرة عند اللَّه، وليس هنالك من حجاب بينه وبين الحوادث الماضية والحاضرة والمستقبلية(.
ليس هنالك من نقاش في الحوادث الماضية والحاضرة ؛ إلّاأنّ القضية تبدو صعبةبالنسبة لحوادث المستقبل ؛ فكيف يكون حاضراً عند اللَّه ما لم يقع لحدّ الآن ولم يوجد؟
تكفّلت الأبواب الواردة في مباحث معرفة اللَّه بالردّ على هذا السؤال وأمثاله. فالفكرالبشري المحدود هو الذي صنع بعض المفاهيم كالماضي والحاضر والمستقبل؛ فوجودنامحدود من حيث «الزمان» ومن حيث «المكان»، أي أننا نقع ضمن نقطة معينة من دائرةالزمان والمكان. ومحدوديتنا من حيث المكان خلقت لنا بعض المفاهيم كالقريب والبعيد،فلو كان وجودنا يسع جميع العالم فهل يبقى لدينا من معنى للقريب والبعيد؟!