اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص25
قد يبدو هذا السؤال مثيراً للدهشة، لأنّ الفيلسوف الانكليزي المعروف «برتراند رسل« صرح في أحد كتبه قائلاً: كنت في شبابي أؤمن باللَّه، وأرى برهان
« علة العلل»
أفضل دليل على وجوده، فلكل ما في العالم علّة، ولو تابعنا سلسلة العلل لوصلنا إلى العلة الأولى التي نسميها
« اللَّه»
. لكنّي تراجعت لاحقاً عن هذه العقيدة، ذلك لأنّ السؤال الذي يتبادر إلىالأذهان على ضوء هذا الدليل: أنّ لكل مخلوق خالق وعلّة، فلا بد أن تكون للَّه علّة وخالق،فكيف السبيل إلى حل هذا الإشكال ؟
يعتبر هذا الإشكال من الإشكالات المشهورة وفي نفس الوقت الساذجة التي أثارهاأصحاب النزعة المادية. فهؤلاء يقولون بكل بساطة: إن كان اللَّه هو الذي خلق كل شي ء،فمن خلق اللَّه؟ ولكن ما الذي دعا الفيلسوف المذكور إلى التعرف على هذا الإشكال لاحقاً،على كل حال لابدّ من تسليط الضوء على هذا السؤال الذي يساور أذهان العديد من الشباب: ولعل الجواب عن هذا السؤال يتضح من خلال الإلتفات إلى عدّة أمور مهمّة بهذا