اجوبهُ المسایل الشرعیّه-ج1-ص16
علم. وكل ما نقوله إنّ الدائرة التي أضاء جوانبها العلم مفعمة بالنظم والدقّة، وبالطبع رغم صغر حجم هذه الدائرة إزاء مجموع أسرار عالم الخلقة، إلّاأنّها غاية في السعة بالنسبة لنا.
وهذا يكفي في إثبات وجود الخالق العليم والحكيم؛ ذلك لأنّه لايمكن نسب واحدبالمليار من النظم الذي كشف عنه العلم إلى الصدفة والطبيعة العمياء؛ بل يمكن اعتباره نموذجاً لدقّة عالم الوجود. ولتقريب المطلب دعنا نستعين بهذا المثال: أفرض إننا ظفرنابكتاب ضخم للغاية يعود إلى الأزمنة الماضية، واستطعنا بعد جهد جهيد ومساعٍ متواصلةوبالاستفادة من مطالعة مئات الكتب أن ننجح في إدراك بعض صفحاته، وقد اختزنت هذه الصفحات عالم من الأسرار والحقائق، بل كان كل سطر فيه يثير العديد من المطالب العميقةوالقيمة يكشف عن عقلية مقتدرة وفذة، فرغم عدم وقوفنا على صحة أو سقم مطالب سائرصفحات الكتاب، إلّاأننا نستطيع أن نحكم من خلال هذه الصفحات على أنّ مؤلف هذاالكتاب نابغة وعبقري فذ، بل نستطيع أن نفهم إجمالاً من هذه الصفحات أنّ ما تبقى منهاتفيض بآلاف الأسرار والخفايا العلمية التي لم نؤهل لحد الآن لإدراكها.