الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج17-ص401
نفسه . وكالذي رواه عبد الله بن وهب عن أبي لهيعة عن يزيد بن أبي حنيفة عن محمد بن شهاب عن أنس بن مالك قال ‘ لما ولدت مارية القبطية إبراهيم لرسول الله ( ص ) كان في نفسه منه شيء بعث إليه جبريل فقال : السلام عليك يا أبا إبراهيم ، فسلم ، وذهب ما كان في نفسه . وكان للشافعي فراسة ، فحكى أبو ثور قال : كنت بحضرة الشافعي رحمه الله ، إذا جاء رجل فجلس بين يديه ، فنظر إليه مليا وقال له : ألك أخ ؟ قال : نعم . ولكنه غائب في البحر منذ سنين . فقال له : لعله هذا الجائي مقام إليه ، فإذا هو أخوه قد قدم من ساعته . وحكى أبو ثور قال : كنت عند الشافعي ، فجاءه رجل فقال : ما صناعة هذا ؟ فقال : لا أعرف . ولكن إما أن يكون خياطا ، أو نجارا ، فسألنا الرجل عن صناعته ، فقال : كنت خياطا فصرت نجارا .
وقال المصنف : كنت ذات يوم ، وأنا جالس بجامع البصرة ، ورجل يتكلم فجمعني وأصحابي حضوره ، فلما سمعت كلامه ، قلت له ولدت بأذربيجان ، ونشأت بالكوفة قال : نعم . فعجب مني من حضر . والقيافة ، والفراسة ، غريزة في الطباع يعان فيها المجبول عليها ، ويعجز فيها المصروف عنها ، وبالله التوفيق .