پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج17-ص203

وأذاهم ولا يمتدح فيكثر الكذب المحض ولا يتشبب بامرأة بعينها ولا يشهرها بما يشينها فجائز الشهادة وإن كان على خلاف ذلك لم تجز ‘ .

قال الماوردي : واختلف الناس في شهادة الشاعر إذا صار بالشعر مشهورا وإليه منسوبا ، فمنع قوم من قبولها وجعلوا توفره على الشعر جرحا تمسكا بقوله تعالى : ( والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون ) [ الشعراء : 224 ] .

ولحديث أبي هريرة أن النبي ( ص ) قال : ‘ لأن يمتلىء جوف أحدكم قبحا حتى يريه خير من أن يمتلىء شعرا ‘ .

والذي عليه جمهور أهل العلم أن قرض الشعر وإنشاده إذا كان سليما ليس بجرح ، وشهادة من انتسب إليه مقبوله على ما سنوضحه من شرح وتفضيل لرواية عبد الرحمن بن زياد عن عبد الرحمن بن رافع عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله ( ص ) : ‘ الشعر بمنزلة الكلام حسنه كحسن الكلام وقبيحه كقبيح الكلام ‘ .

وروي عن عصمة بن عبد الله عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ( ص ) قال : ‘ إن من الشعر حكمة . وإن من البيان سحرا وإن أصدق بيت قالته العرب :

( ألا كل شيء ما خلا الله باطل
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . )

ولأن النبي ( ص ) قد وفد عليه الشعراء فأنشدوه ومدحوه وأثاب عليه ولم ينه عنه ، فمنهم أعشى ابن حرماز وفد عليه وأنشده ما امتدحه به فقال :

( يا مالك الأرض وديان العرب
إليك أشكو حقبة من الحقب )

إلى أن انتهى إلى شكوى امرأته .