الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج17-ص200
فأما المستحب : فهو المحبة في الدين وظهور الخير وما قرب من طاعة الله تعالى وباعد من معاصيه .
قال الله تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) [ آل عمران : 110 ] .
ولذلك آخى رسول الله ( ص ) بين أصحابه من المهاجرين والأنصار .
فأما المباح : فهو المحبة على النسب وعلى التجانس في علم أو أدب وعلى ما أبيح من صناعة أو مكسب ، فهذا مباح تقوى به العدالة ولا تضعف به ولهذا النوع أراد الشافعي بقوله : ‘ وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه ‘ .
هذا رسول الله ( ص ) وهو أعدل خلق الله ، وقد أحب قريشا لنسبه فيهم حتى خصهم بخلافته فقال : ‘ الأئمة من قريش ‘ .
وقال ( ص ) : ‘ قدموا قريشا ولا تتقدموها وتعلموا من قريش ولا تعالموها ‘ .
وحمى لهم لما عادوا إلى المدينة من بدر ومعه من الأنصار سلامة بن وقش وقد سأله بعض أهل المدينة عمن لقيهم من المشركين ببدر ، فقال سلامة : وهل لقينا إلا عجائز صلعا . فبلغ ذلك رسول الله ( ص ) فقال : ‘ أولئك الملأ من قريش ‘ ، فنفى عنهم العار مع كفرهم ومحاربتهم له .
وسمع شاعرا من حمير ينشده :
فقال ( ص ) : ‘ ذاك أهون لقدرك وأبعد لك من الله ‘ وأما المكروه : فهو المحبة على الموافقة في المعاصي . فقال ( ص ) : ‘ المرء مع من أحب ‘ فصار محب العاصي كالعاصي .