الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج17-ص199
قال الماوردي : وقد أمر الله تعالى المسلمين بالألفة والتناصر ، ونهاهم عن التقاطع والتدابر . وقال تعالى : ( إنما المؤمنون إخوة ) [ الحجرات : 10 ] وقال تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) [ التوبة : 71 ] .
وقال النبي ( ص ) : ‘ أمتي كالبنيان يشد بعضه بعضا ‘ وقال فيما نهاهم عنه من التقاطع : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) [ آل عمران : 103 ] .
وقال النبي ( ص ) ‘ لا تحاسدوا ولا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا ، لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ، والسابق أسبقهما إلى الجنة ‘ .
فكان هذا أصلا في الدين ، ليكونوا يدا على من خالفهم فيه ، ولذلك قال النبي ( ص ) : ‘ المسلمون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم ويسعى بذمتهم أدناهم ‘ .
ويشتمل الكلام في هذا الفصل على أربعة فصول :
أحدها : في المحبة .
والثاني : فيما يفضي إليه من المعصية .
والثالث : في البغض .
والرابع : فيما يفضي إليه من العداوة .
فأما الفصل الأول : في المحبة .
ونتحدث عن أسباب يكون بعضها مستحبا وبعضها مباحا وبعضها مكروها .