الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج17-ص197
وروي عن أبي موسى قال : قال رسول الله ( ص ) : ‘ لو رأيتني وأنا أسمع قراءتك ‘ فقلت : يا رسول الله ، لو علمت أنك تسمعني لحبرته تحبيرا
وروي عن النبي ( ص ) أنه قال : ‘ من أراد أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ بقراءة ابن أم عبد ‘ يعني [ عبد الله ] بن مسعود لحسن أدائه وصحة ترتيله وتحقيق ألفاظه .
وكان أبي بن كعب ذا صوت حسن وأداء صحيح ، فقال له النبي ( ص ) : ‘ لقد أمرت أن أقرأ عليك ، فقرأ عليه ‘ .
واختلف أهل العلم في قراءته عليه .
فقال بعضهم : ليستن به الناس بعده فلا يستنكف شريف أن يقرأ على مشروف ولا كبير على صغير .
وقال آخرون : ليسمع الناس قراءته وأداه فيأخذون عنه .
وقال آخرون : أراد به تفضيل أبي بذلك ، ولأن في تحسين الصوت بالقرآن تحريك القلوب الحزن والخشوع ، وإنذار النفوس بالحزن والخضوع فيكون أبعث على الطاعة وأمنع من المعصية .
وروي أن النبي ( ص ) قرأ ذات ليلة في تهجده سورة النساء حتى إذا بلغ إلى قوله [ تعالى ] : ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) [ النساء : 41 ] فبكى حتى علا نحيبه ، ولم يزل يرددها حتى تحزن صوته .
ومر بعض أهل البطالة ، وقد هم بمعصية وقتل نفس ، بصالح المري وهو يقرأ ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ) [ الفرقان : 23 ] فانزجر بها وألقى السكين من يده وخر مغشيا على وجهه وتاب وصار ناسكا .