الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج17-ص196
( طلع البدر علينا
من ثنيات الوداع )
( وجب الشكر علينا
ما دعا لله داع )
ومر رسول الله ( ص ) ببعض أزقة المدينة فسمع جواري لبني النجار ينشدون :
( نحن جوار لبني النجار
يا حبذا محمد من جار )
فقال : ‘ يا حبذا أنتن ‘ .
( مسألة )
: قال الشافعي رضي الله عنه : ‘ وإذا كان هكذا كان تحسين الصوت بذكر الله والقرآن أولى محبوبا ( قال الشافعي ) رحمه الله وقد روي عن رسول الله ( ص ) أنه قال ‘ ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي حسن الترنم بالقرآن ‘ وسمع النبي ( ص ) عبد الله بن قيس يقرأ فقال ‘ لقد أوتي هذا من مزامير آل داود ‘ ( قال الشافعي ) رحمه الله لا بأس بالقراءة بالألحان وتحسين الصوت بأي وجه ما كان وأحب ما يقرأ إلي حدرا وتحزينا ( قال المزني ) رحمه الله سمعت الشافعي يقول لو كان معنى يتغنى بالقرآن على الاستغناء لكان يتغانى وتحسين الصوت هو يتغنى ولكنه يراد به تحسين الصوت ‘ .
قال الماوردي : أما تحسين الصوت بالقرآن حدرا وتحزينا فمستحب ، لما رواه الشافعي رضي الله عنه عن النبي ( ص ) قال : ‘ ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي حسن الترنم بالقرآن ‘ وروي ‘ حسن الصوت بالقرآن [ زينة القرآن ] ‘ .
ومعنى قوله أذن الله أي ما استمع الله . ومنه قوله تعالى : ( وأذنت لربها وحقت ) [ الانشقاق : 2 ] أي سمعت له وحق لها أن تسمع .
وروى البراء بن عازب عن النبي ( ص ) أنه قال : ‘ حسنوا القرآن بأصواتكم ‘ .
وروي الزهري عن عمرة عن عائشة أن النبي ( ص ) سمع قراءة أبي موسى فقال : ‘ لقد أوتي هذا من مزامير آل داود ‘ .