الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج16-ص72
لهم إلى علمه سبيل ، مما استأثر الله تعالى بعلمه : كقيام الساعة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى ، وغيره ، وهذا قول جابر .
والخامس : أن المحكم : ما أحكم الله بيان حلاله وحرامه ، فلم تشتبه معانيه والمتشابه : ما اشتبهت معانيه ، وهذا قول مجاهد .
والسادس : أن المحكم ما لم يحتمل من التأويل إلا وجها واحدا ، والمتشابه ما احتمل من التأويل أوجها ، وهذا قول محمد بن جعفر بن الزبير .
والسابع : أن المحكم ما قام بنفسه ، ولم يحتج إلى استدلال ، والمتشابه ما لم يقم بنفسه واحتاج إلى استدلال ، وهو قول بعض المتكلمين .
والثامن : أن المحكم ما كانت معاني أحكامه معقولة والمتشابه ما كانت معاني أحكامه غير معقولة كأعداد الصلوات ، واختصاص الصيام بشهر رمضان دون شعبان .
وهذا محتمل .
وفي قوله ( هن أم الكتاب ) [ آل عمران : 7 ] ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه أراد الآي التي فيها الفرائض والحدود لأنها أكثر المقصود وهذا قول يحيى بن يعمر .
والثاني : أنه أراد فواتح السور التي يستخرج منها القرآن وهذا قول أبي فاختة .
والثالث : أراد أنه معقول المعاني ؛ لأنه يتفرع عنه ما يشاركه في معناه فيصير الأصل لفروعه كالأم لحدوثها عنه فلذلك سماه أم الكتاب .
وهذا محتمل .
( فأما الذين في قلوبهم زيغ ) [ آل عمران : 7 ] فيه وجهان :
أحدهما : شك قاله مجاهد .
والثاني : ميل .
( فيتبعون ما تشابه منه ) فيه وجهان :
أحدهما : أنه الأجل الذي أرادت اليهود أن تعرفه من الحروف المقطعة في القرآن من انقضاء مدة النبي ( ص ) بحساب الجمل .
والثاني : أنه معرفة عواقب القرآن في العلم بورود النسخ قبل وقته .
( ابتغاء الفتنة ) فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه الشرك قاله السدي .