الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج16-ص3
بسم الله الرحمن الرحيم
الأصل في وجوب القضاء وتنفيذ الحكم بين الخصوم كتاب الله وسنة رسوله ( ص ) وإجماع الأمم عليه .
قال الله تعالى : ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ) [ ص : 26 ] الآية .
أما قوله تعالى : ( إنا جعلناك خليفة في الأرض ) ففيه وجهان :
أحدهما : خليفة لنا ، وتكون الخلافة هي النبوة .
والثاني : خليفة لمن تقدمك فيها ، وتكون الخلافة هي الملك .
وقوله : ( فاحكم بين الناس بالحق ) وفيما أخذ منه الحكم وجهان :
أحدهما : أنه مأخوذ من الحكمة التي توجب وضع الشيء في موضعه .
والثاني : أنه مأخوذ من أحكام الشيء ومنه حكمة اللجام لما فيه من الإلزام .
وفي قوله : ب ‘ الحق ‘ وجهان :
أحدهما : بالعدل .
والثاني : الحق الذي لزمك الله .
وفي قوله : ( ولا تتبع الهوى ) وجهان :
أحدهما : الميل مع من يهواه .
والثاني : أن تحكم بما تهواه .
وفي قوله : ( فيضلك عن سبيل الله ) وجهان :
أحدهما : عن دين الله .
والثاني : عن طاعة الله .
وفي قوله : ( بما نسوا يوم الحساب ) وجهان :