الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج15-ص288
قال الماوردي : وأصل هذا قول الله تعالى : ( لاَ يُؤَاخِذُكُمْ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ ) ( البقرة : 225 ) يريد بترك المؤاخذة باللغو في الأيمان ارتفاع المأثم وسقوط الكفارة .
واختلف الفقهاء في لغو اليمين الذي يسقط به المأثم والتكفير على مذاهب شتى .
أحدها : ما قاله مالك : إن لغو اليمين هو اليمين الغموس أن يحلف على الماضي كاذباً فلا يؤاخذ بالكفارة وإن كان آثماً وهي اليمين الغموس .
والمذهب الثاني : ما قاله أبو حنيفة : بأن لغو اليمين بأن يحلف على ماضٍ يعتقد أنه صادق ، فيبين كاذباً فلا يؤاخذ بمأثم ولا كفارة .
والمذهب الثالث : ما قال إبراهيم النخعي : أن لغو اليمين أن يحلف ناسياً على ماضٍ أو مستقبل ، فلا يؤاخذ بماثم ولا كفارة .
والمذهب الرابع : ما قاله الشعبي ومسروق : هو أن يحلف على معصية فيتركها فيصير لاغياً يمينه ، لا يؤاخذ بمأثم ولا كفارة .
والمذهب الخامس : ما قاله سعيد بن جبير أن لغو اليمين هو أن يحرم على نفسه ما أحله الله تعالى له من قولٍ أو عمل ، لا يؤاخذ فيه بمأثم ولا كفارة .
والمذهب السادس : ما قاله الشافعي : أن لغو اليمين ما يسبق به لسانه من غير قصد ولا عقد كقوله : لا والله ، فلا يؤاخذ فيه بمأثم ولا كفارة ، وهو قول