الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص257
شرقي دجلة العلث ، ومن غربيها جربى ، وطوله مائة وخمسة وعشرين فرسخا ، وعرضه مستوعب لعرض السواد .
وسمي عراقا لاستواء أرضه حين خلت من جبال تعلو ، وأودية تنخفض ، والعراق في كلام العرب : الاستواء كما قال الشاعر :
أي ليس له استواء .
وقال قدامة بن جعفر : تكون مساحة العراق مكسرا من ضرب طوله في عرضه عشرة آلاف فرسخ ، يصير تكسير مساحة مساحة السواد مكسراً بزيادة الربع مساحة العراق اثنا عشر ألف فرسخ وخمسمائة فرسخ ومساحة تكسير فرسخ في فرسخ اثنان وعشرون ألف جريب وخمسمائة جريب ؛ لأن طول الفرسخ اثنا عشر ألف ذراع بالمرسلة ، ويكون بذراع المساحة ، وهي الذراع الهاشمية تسعة آلاف ذراع ، فيكون مساحة أرض العراق وهي عشرة آلاف فرسخ مكسرة مائتا ألف ألف جريب ، وخمسة وعشرين ألف ألف جريب ، يزيد عليها في مساحة السواد ربعها ، فيصير مساحة السواد مائتا ألف ألف جريب وثمانين ألف ألف جريب ، يسقط منها مجاري الأنهار ، والآجام والسباخ والآكام ومواضع المدن والقرى ومدارس الطرق نحو ثلثها ، ويبقى مائتا ألف ألف جريب يراح نصفها ، ويزرع نصفها ، إذا تكاملت مصالحنا ، وعمارتها ، وذلك نحو مائة ألف ألف جريب ، ينقص عنها في مساحة العراق خمسها ، وقد كانت مساحة المزروع في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه اثنين وثلاثين ألف ألف جريب إلى ستة وثلاثين ألف ألف جريب ؛ لأن البطائح تعطلت بالماء ونواحي تعطلت بالبتوق وفي المتقدرات تتكامل جميع العبارات حتى تستوعب من زرعها ؛ لأن العوارض والحوادث لا يخلو الزمان منها خصوصا وعموما .
وروى له بعضهم أن السواد فتح عنوة .
وروى له آخرون أن بعض السواد فتح صلحا ، وبعضه فتح عنوة .
فلما اختلفوا عليه في النقل والرواية نظر أثبت ما رووه من الأحاديث ، وأصحها ، فكان حديث جرير بن عبد الله البجلي .