پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص250

الثاني : فلم يجبه أحد ، ثم دعا إليها في اليوم الثالث : فلم يجبه أحد ، فلما رأى الإحجام عنه قال : يا محمد ألستم تزعمون أن قتلاكم في الجنة أحياء عند ربهم يرزقون و قتلانا في النار يعذبون ، فما يبالي أحدكم أيقدم على كرامة من ربه أو يقدم عدوا إلى النار ، وأنشأ يقول :

( ولقد دنوت من الندا
ء بجمعكم هل من مبارز )
( ووقفت إذ جبن الشجا
ع بموقف القرن المناجز )
( إني كذلك لم أزل
متشوقا نحو الهزاهز )
( إن الشجاعة في الفتى
والجود من خير الغرائز )

فقام علي بن أبي طالب فاستأذن رسول الله ( ص ) في مبارزته فأذن له وقال : ‘ أخرج يا علي في حفظ الله وعياذه ‘ فخرج وهو يقول :

( يا عمرو ويحك قد أتاك
مجيب صوتك غير عاجز )
( ذو نية وبصيرة
والصدق منجي كل فائز )
( إني لأرجو أن أقيم
عليك نائحة الجنائز )
( من ضربة نجلاء يبقى
صيتها عند الهزاهز )

فتجاولا ، وثارت عجاجة أخفتهما عن الأبصار ، ثم أجلت عنهما ، وعلي يمسح سيفه بثوب عمرو وهو قتيل ، حكاه محمد بن إسحاق .

ثم دعا إلى المبارزة بخيبر سنة سبع مرحب اليهودي ، فخرج مرتجزا يقول :

( قد علمت خيبر أني مرحب
شاكي السلاح بطل مجرب )
( أطعن أحيانا وحينا أضرب
إذا الحروب أقبلت تلهب )
( إذا الليوث أقبلت تحرب
كان حماي للحمى لا يقرب )

فبرز إليه من قتله ، واختلف في قاتله ، فحكى جابر بن عبد الله أن إلي برز إليه فقتله محمد بن مسلمة الأنصاري ، وهو الذي حكاه الشافعي ، وحكى بريدة الأسلمي أن الذي برز إليه فقتله علي بن أبي طالب ، خرج إليه مرتجزا يقول :

( أنا الذي سمتني أمي حيدرة
ليث غابات شديد القصورة )
( أكيلكم بالسيف كيل السندرة
)

.

ودعا ياسر إلى المبارزة بخيبر ، فبرز إليه الزبير بن العوام ، فقالت أمه صفية : يقتل إبني فقال رسول الله ( ص ) : ‘ بل ابنك يقتله ‘ فقتله الزبير ، فهذه مواقف قد أجاب إلى