الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص148
إليه وإلى حافظيه من الملائكة ، و ما زاد بعده من قوله : ( ورحمة الله وبركاته ) فهو زيادة فضل .
فأما رده فأقله أن يقابل عليه بمثله ، روي عن رسول الله ( ص ) أنه قال : ( لا تغار التحية ) والغرار : النقصان . أي : لا تنقص من السلام إذا سلم عليك ، والسنة أن تزاد في الرد عليه ، روى الحسن البصري أن رجلا سلم على رسول الله ( ص ) فقال : السلام عليكم فقال النبي ( ص ) وعليكم السلام ورحمة الله ، ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم فقال النبي ( ص ) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، ثم جاء آخر فقال : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، فقال النبي ( ص ) وعليكم ، فقيل له : يا رسول الله : زدت الأول والثاني ، وقلت للثالثة : وعليكم فقال : إن الأول والثاني أبقيا من التحية شيئا ، فرددت عليهما أحسن من تحيتهما ، وإن الثالث جاء بالتحية كلها فرددت عليه مثلها وإن كان السلام بين مسلم وكافر فضربان : أحدهما : أن يكون الكافر مبتدءاً بالسلام فيجب على المسلم رد سلامه ، وفي صفة رده وجهان : أحدهما : أن يرد عليه المسلم فيقول : وعليك السلام ولا يزيد عليه وبرحمة الله وبركاته . والوجه الثاني : أن يقتصر في رده عليه بقوله وعليك ، لأنه ربما نوى سوءا بسلامه وإن كان المسلم مبتدءا بالسلام ، ففي جواز ابتدائه بالسلام وجهان : أحدهما : يجوز أن يبتدئ بالسلام ، لأنه لما كان السلام أدبا وسنة كان المسلم بفعله أحق ، فعلى هذا يقول له المسلم : ( السلام عليك ) على لفظ الواحد ، ولا يذكره على لفظ الجمع كالمسلم ليقع به الفرق بين السلام على المسلم والكافر . والوجه الثاني : لا يبدأ بالسلام حتى يبتدئ به ، فيجاب لما روي عن النبي ( ص ) أنه قال :
لا تبتدئوا اليهود بالسلام ، فإن بدؤوكم فقولوا : وعليكم
فهذا وإن لم يكن من سنن الجهاد فهو من السنن والآداب ، فلم أستجز ذكره ، مع ذكر الشافعي له أن أخل باستيفائه والله الموفق للصواب .
أحدهما : أن جميع المسلمين فيه أسوة لقول الله تعالى : ( إنما المؤمنون أخوة ) [ الحجرات : 10 ]