الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص118
والمرضى والذين لا يجدون ما ينفقون . وإن قيل بالتأويل الثاني كان راجعا إلى الذين لا يجدون ما ينفقون خاصة
وقيل : إن هذه الآية نزلت في عائذ بن عمرو وعبد الله بن مغفل ، ثم قال بعدها : ( ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه ) [ التوبة : 92 ] فيه وجهان :
أحدهما : أنه لم يجد لهم زادا لأنهم طلبوا ما يتزودونه ، وهذا قول أنس .
والثاني : أنه لم يجد لهم نعالا لأنهم طلبوا النعال ، وهذا قول الحسن بن صالح .
وروى أبو هريرة أن النبي ( ص ) قال في هذه الغزوة وهي غزوة تبوك : ‘ أكثروا من النعال ، فإن الرجل لا زال راكبا ما كان منتعلا ‘ وفيمن نزلت هذه الآية ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنها نزلت في العرباض بن سارية ، وهذا قول يحيى بن أبي المطاع .
والثاني : أنها نزلت في أبي موسى وأصحابه ، وهذا قول الحسن .
والثالث : أنها نزلت في بني مقرن من مزينة ثم قال بعدها : ( إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ) [ التوبة : 93 ] فيهم تأويلان :
أحدهما : أنهم الذراري من النساء والأطفال .
والثاني : أنهم المتخلفون بالنفاق ، فدلت هذه الآية على وجوب الجهاد في ذوي القدرة واليسار .
وأما الآية الثانية في ذوي الأعذار فقوله تعالى : ( ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ) ذكرها الله تعالى في سورتين من كتابه .
إحداهما : سورة النور [ النور : 61 ]
والأخرى : سورة الفتح [ الفتح : 17 ]
فلم يختلف المفسرون أن التي في سورة الفتح واردة في إسقاط الجهاد عنهم
واختلفوا في التي في سورة النور .