الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص97
ونزل إلى قبره أربعة ، اثنان متفق عليهما ، وهما علي بن أبي طالب ، والفضل بن العباس ، واثنان مختلف فيهما فروي أنهما العباس ، وعبد الرحمن بن عوف
وروي أنهما : قثم بن العباس واسامة بن زيد
ونصب اللبن على لحده ، وبسط تحته قطيفة حمراء كان يلبسها
وقيل : بل ألقيت في قبره فوق لحده ألقاها غلام كان يخدمه ( ص ) فقال ( ص ) : لا يلبسها بعدي أحد أبدا فتركت على حالها في القبر ، ولم تخرج منه وجعل بين قبره وبين حائط القبلة نحو سوط
أحل الحلال وحرم الحرام ، ونكح وطلق وحارب وسالم فأنتم أصحابه ، وقالوا تربصوا نبيكم لعله علج بروحه ، فتربصوا به حتى ربا بطنه فابتدأ أبو بكر رسول الله ( ص ) فدخل عليه وكشف الثوب عن وجهه فاسترجع ، وقال : مات والله رسول الله ، فقبل بين عينيه ورفع رأسه وقال : وانبياه ثم قبل جبهته ورفع رأسه وقال واخليلاه ، ثم قبل جبهته ورفع رأسه وقال : واصفياه ثم أكب عليه وبكى وقال : بأبي أنت وأمي ما أطيب حياتك وأطيب ميتتك لأنت أكرم على الله من أن يجمع عليك موتتين ، فأما الموتة التي كتبت عليها فقدمتها ثم سجاه بثوبه وخرج فدخل المسجد وعمر في كلامه ، وتوعده للناس فسكته أبو بكر فسكت ثم صعد أبو بكر المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قرأ ( إنك ميت وإنهم ميتون ) [ الزمر : 30 ] . ثم قرأ : ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ) [ آل عمران : 144 ] ثم قال : من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، فكأن الناس لم يكونوا يعلمون أن الله أنزل هذه الآية إلا حين تلاها أبو بكر ، وقال عمر : هذا في كتاب الله ، قال : نعم ، فتلقاها الناس كلهم ، فما سمع بشر إلا يتلوها ، وقال عمر ما حملني على مقالتي إلا أني كنت أقرأ هذه الآية ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا