پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص94

[ وصايا سيدنا رسول الله ( ص ) ]

أما وصايا رسول الله ( ص ) فروى ابن أبي عون عن ابن مسعود قال : نعى لنا نبينا نفسه قبل موته بشهر فلما دنا الفراق جمعنا في بيت عائشة ، وقال : ‘ مرحبا بكم حياكم الله بالسلام ، رحمكم الله ، حفظكم الله ، جبركم الله رزقكم الله ، وقاكم الله ، أوصيكم بتقوى الله ، وأوصي الله بكم وأستخلف عليكم ، وأحذركم الله ، إني لكم منه نذير مبين أن لا تعلوا على الله في عباده وبلاده ‘ فإنه قال لي ولكم : ( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) [ القصص : 83 ] وقال : ( أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ) [ العنكبوت : 68 ] قلنا : يا رسول الله متى أجلك ؟ قال : ‘ دنا الفراق والمنقلب إلى الله وإلى جنة المأوى وإلى سدرة المنتهى وإلى الرفيق الأعلى قلنا : يا رسول الله : من يغسلك ؟ قال : ‘ رجال من أهلي الأدنى فالأدنى ‘ قلنا يا رسول الله ففيم نكفنك ؟ قال في ثيابي هذه إن شئتم ، أو ثياب حضر أو حلة يمانية قلنا : يا رسول الله من يصلي عليك ؟ وبكينا وبكى فقال : ‘ مهلا رحمكم الله وجزاكم عن نبيكم خيرا ، إذا أنتم غسلتموني وكفنتموني فضعوني على سريري هذا على شفير قبري ، في بيتي هذا ، ثم اخرجوا عني ساعة ، فإن أول من يصلي علي حبيبي وخليلي جبريل ، ثم ميكائيل ، ثم إسرافيل ، ثم ملك الموت معه جنود من الملائكة ، ثم ادخلوا علي فوجا فوجا . فصلوا علي وسلموا تسليما ، ولا تؤذونني بباكية واقرأوا السلام على من غاب من أصحابي واقرأوا السلام على من تبعني على ديني من قومي هذا إلى يوم القيامة ‘

وروى أنس بن مالك قال : كانت عامة وصية رسول الله ( ص ) وهو يغرغر بنفسه الصلاة وما ملكت أيمانكم

وروى عمر بن عبد العزيز قال : كان آخر ما تكلم به رسول الله ( ص ) أنه قال : ‘ قاتل الله اليهود والنصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد لا يبقين دينان بأرض العرب ‘

وروى جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله ( ص ) قبل موته بثلاث وهو يقول : ‘ ألا لا يموتن أحد منكم إلا وهو يحسن الظن بالله ‘