پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص93

وروت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ( ص ) دعا فاطمة في مرضه هذا فناجاها فبكت ، ثم ناجاها فضحكت فلما مات سألتها عن بكائها وضحكها فقالت : إنه أخبرني أنه يقبض في مرضه هذا فبكيت ثم أخبرني أني أول أهله لحوقا به وأنني سيدة نساء أهل الجنة بعد مريم ابنة عمران فضحكت

وبلغ رسول الله ( ص ) اجتماع الأنصار في مسجده رجالهم ونساءهم وصبيانهم يبكون عليه فأمر أن يصب عليه سبع قرب من سبع آبار فاغتسل ووجد راحة فخرج فصلى بالناس ثم خطبهم فقال : يا معشر المهاجرين إنكم أصبحتم تزيدون وأصبحت الأنصار لا تزيد على هيأتها التي هي عليها اليوم وهم عيبتي التي أويت إليها وكرشي التي آكل فيها فاحفظوني فيهم ، أكرموا كريمهم ، وأحسنوا إلى محسنهم لكل نبي تركة وإن الأنصار تركتي ، وقال للأنصار : يا معشر الأنصار إنكم تلقون بعدي أثرة ، قالوا : يا نبي الله فما تأمرنا ؟ قال : آمركم أن تصيروا حتى تلقوا الله ورسوله وكان آخر مجلس جلسه حتى قبض

ولما ضعف رسول الله ( ص ) عن الخروج للصلاة بأصحابه قال ؛ ‘ أصلي الناس ؟ فقيل لا . هم ينتظرون خروجك إليهم ، فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس ، فقالت عائشة : إن أبا بكر رجل رقيق إذا وقف موقفك بكى ، ولم يسمع الناس فلو أمرت عمر يصلي بالناس فقال : إنكن صواحب يوسف ، مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس ، فحضر أبو بكر ، فصلى بالناس وكانت صلاة عشاء الآخرة ، وتأخر بعض الصلوات ، فتقدم عمر ، فصلى فسمع تكبيره ، فقال : من هذا ؟ قيل : عمر ، قال : مروا أبا بكر ، فليصل بالناس ، فصلى بهم أبو بكر فلما كان في يوم ا الاثنين وكان أبو بكر في صلاة الصبح وجد رسول الله ( ص ) سكونا من وجعه قال : إن الله تعالى جعلني قرة عيني في الصلاة ، فكشف الستر

وخرج رسول الله ( ص ) يتوكأ على الفضل بن العباس وثوبان مولاه حتى دخل المسجد والناس مع أبي بكر وهم قيام في الثانية من الصبح ، فوقف على يمين أبي بكر ، فاستأخر أبو بكر ، فأعاده إلى موقفه وجلس ، وأبو بكر قائم حتى تمت صلاة أبي بكر ، وأتم رسول الله ( ص ) الركعة الثانية وقال بعد فراغه : ‘ لم يقبض نبي قط حتى يأمه رجل من أمته ، ومات في بقية يومه ذلك ، وكان عدد ما صلى أبو بكر بالناس سبع عشرة صلاة

وقيل لعائشة : لم راجعت رسول الله ( ص ) أن يعدل بالصلاة عن أبيك إلى عمر ؟ قالت : لأنه وقع في قلبي أن يحب الناس بعده رجلا قام مقامه