پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص92

الرفيق الأعلى ، اللهم أدخلني جنة الخلد مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصدقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ‘

وكان جبريل عليه السلام ينزل على رسول الله ( ص ) إذا مرض قبل مرض موته فيقول : بسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، وعين الله تشفيك ، ولم يقل له ذلك في مرض موته ، وأمر رسول الله ( ص ) أن يسد كل باب إلى المسجد إلا باب أبي بكر ، فقال له العباس : ما بالك فتحت أبواب رجال وسددت أبواب رجال في المسجد فقال : ‘ يا عباس ما فتحت عن أمري وما سددت عن أمري ‘

واستأذن رسول الله ( ص ) نساءه أن يحللنه من القسم ليمرض في بيت عائشة فأذن له ، وحللنه ، فانتقل من بيت ميمونة إلى بيت عائشة رضي الله عنها ، وأغمي عليه في مرضه فلدوه ، فأفاق ، وأحس بخشونة اللدود ، فقال : ‘ ما صنعتم ؟ قالوا لددناك ، قال بماذا : قالوا : بالعود الهندي وشيء من ورس ، وقطرات من زيت ، فقال : من أمركم بهذا ؟ قالوا : أسماء بنت عميس ، قال هذا رطب أصابته بأرض الحبشة : لا يبقين أحد في البيت إلا لد إلا عمي العباس فجعل بعضهم يلد بعضا والتدت ميمونة ، وكانت صائمة لقسم رسول الله ( ص ) وكان ذلك منه عقوبة لهم

[ ذكر الدنانير التي قسمها رسول الله ( ص ) ]

وكان قد بقي عنده مال أصابه ستة دنانير ، تركها عند عائشة رضي الله عنها فاستدعاها وفرقها وقال : ما ظن محمد لو لقي الله وهي عنده فلما جد به الموت أرسلت عائشة رضي الله عنها بمصباحها إلى امرأة من الأنصار وقالت : اقطري فيه من سمن عكتك فإن رسول الله ( ص ) أمسى في شديد الموت

[ ذكر ما قاله ( ص ) في مرضه قبل الوفاة ]

وروى أبو هريرة : أن رسول الله ( ص ) قال : اللهم لا تجعل قبري وثنا ، لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد

وروى ابن عباس قال : اشتكى رسول الله ( ص ) يوم الخميس ، واشتد وجعه فقال : ائتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا ، فقال بعض من كان عنده إن نبي الله يهجر استفهموه فأعادوه فقال : دعوني ، فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه ، وأوصى بثلاث فقال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، فأجيزرا الوفد بنحو مما كنت أجيزهم ‘ وسكت عن الثالثة