پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص91

رسول الله ( ص ) يجود بنفسه ، فتوفي حين زاغت الشمس من يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول فدخل جيش أسامة بن زيد إلى المدينة فلما بويع أبو بكر بالخلافة أمر جيش أسامة بالخروج ، وأمر أسامة بالمسير إلى الوجه الذي أمره رسول الله ( ص ) فكلمه المسلمون في حبسهم لقتال أهل الردة فامتنع وقال : لا أستوقف جيشا أمره رسول الله ( ص ) بالمسير ، وسأل أبو بكر أسامة أن يأذن لعمر في التخلف عنه ففعل . وسار بهم أسامة في هلال شهر ربيع الآخر إلى أهل أبني في عشرين يوما فشن عليهم الغارة وقتل من أشرف منهم ، وقتل قاتل أبيه ، وسبى من قدر عليه ، وحرق عليهم منازلهم ، وأقام بقية يومه وعاد موفورا ، وما أصيب من المسلمين أحد ، وخرج أبو بكر رضي الله عنه مع المهاجرين والأنصار مستقبلين لهم سرورا بسلامتهم

فصل : [ وفاة سيدنا رسول الله ( ص ) ]

في موت رسول الله ( ص ) كان الله تعالى قد أنذر رسوله ( ص ) بموته حين أنزل عليه ( إذا جاء نصر الله والفتح ) فقال : نعيت إلى نفسي فحج حجة الوداع ، وقال فيها ما قال ، وكان ينزل عليه جبريل عليه السلام كل سنة مرة في شهر رمضان فيعرض عليه القرآن مرة واحدة ويعتكف العشر الأواخر ، فلما كان في سنة موته عرض عليه جبريل القرآن مرتين ، فقال : لا أظن إلا قد حضر ، فاعتكف العشر الأوسط والعشر الأواخر فكأن هذا نذيرا بموته ، ثم أمر بالخروج إلى البقيع ليستغفر لأهله وللشهداء ، ويصلي عليهم ليكون توديعا للأموات قبل الأحياء فخرج إليهم فقال : السلام عليكم دار قوم مؤمنين . أنتم لنا فرط ، أتانا وإياكم ما توعدون ، وإنا بكم لاحقون اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم ، فكان هذا نذيرا آخر بموته

ثم بدأ به مرضه الذي مات فيه في يوم الأربعاء الثاني والعشرين من صفر ، وهو في بيت ميمونة بنت الحارث فحم وصدع

قال أبو سعيد الخضري : وكان عليه صالب الحمى ، ما تكاد تقر يد أحدنا عليه من شدتها ، فجعلنا نسبح فقال لنا رسول الله ( ص ) : ‘ ليس أحد أشد بلاء من الأنبياء كما يشتد علينا البخلاء كذلك يضاعف لنا الأجر ‘

وروى سعد قال : سألت رسول الله ( ص ) عن أشد الناس بلاء قال : ‘ النبيون ثم الأمثل فالأمثل ‘ ولما اشتد به المرض صاحت أم سلمة فقال : مه ، إنه لا يصيح إلا كافر ، وكان إذا عاد مريضا أو مرض هو مسح جيده على وجهه قال : ‘ أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك وشفاء لا يغادر سقما ‘ فلما كان في مرض موته تساند إلى عائشة فأخذت بيده وجعلت تمسحها على وجهه ، وتقول هؤلاء الكلمات ، فانتزع يده منها وقال : ‘ ارفعي عني فإنها إنما كانت تنفع في المرة أسأل الله