پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص90

قال الشعبي : ونزلت على رسول الله ( ص ) ( اليوم أكملت لكم دينكم ) [ المائدة : 3 ] وهو واقف بعرفة حين وقف موقف إبراهيم ، واضمحل الشرك ، وهدمت منابر الجاهلية ولم يطف بالبيت عريان

وفي هذه السنة قدم جرير بن عبد الله البجلي المدينة مسلما في شهر رمضان فأما ما اعتمر رسول الله ( ص ) بعد الهجرة فأربع عمر

وفي هذه السنة أسلم من باليمن فيروز الدليمي ، وباذان ، ووهب بن منبه ، وكان في هذه السنة سريتان

( فصل : [ ذكر حوادث سنة إحدى عشرة تجهيز جيش أسامة ] )

ثم دخلت سنة إحدى عشرة فيها جهز رسول الله ( ص ) جيش أسامة بن زيد إلى أهل أبنى وهي أرض السراة ناحية البلقان من أرض الشام

قال أصحاب السير : لما كان يوم الاثنين السادس والعشرين من صفر أمر رسول الله ( ص ) بالتأهب لغزو الروم ، فلما كان من الغد دعا أسامة بن زيد ، وقال : سر إلى موضع مقتل أبيك ، فأوطئهم الخيل ، فقد وليتك هذا الجيش ، فأسرع السير واسبق الأخبار ، وخذ معك الأدلاء وقدم العيون واغز صباحا على أهل ابني فأوطئهم الخيل فإن ظفرك الله بهم فأقلل اللبث ، فلما كان من الغد وهو يوم الأربعاء الثامن والعشرين من صفر مرض رسول الله ( ص ) فحم وصدع فلما كان في يوم الخميس عقد لأسامة لواء بيده ثم قال : ‘ اغز باسم الله ، في سبيل الله ، فقاتل من كفر بالله فخرج بلوائه معقودا وعسكر بالجرف وانتدب معه وجوه المهاجرين والأنصار ، فيهم أبو بكر وعمر ، وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد فتكلم قوم من تأمير أسامة فخرج إليهم رسول الله ( ص ) وذلك في يوم السبت العاشر من شهر ربيع الأول وهو معصب قد شد رأسه ، فصعد المنبر وقال بعد حمد الله والثناء عليه : بلغني عن بعضكم في تأميري أسامة بن زيد ، ولئن طعنتم فيه فقد طعنتم في تأمير أبيه من قبله وايم الله إن كان للإمارة لخليقا ، وإن ابنه من بعده لخليق بالإمارة ، وإنهما أهل لكل خير ، فاستوصوا به خيرا ، فإنه من خياركم ‘ وعاد إلى منزله وجاء من انتدب معه من المسلمين يودعون رسول الله ( ص ) ويمضون إلى المعسكر بالجرف ، فثقل رسول الله ( ص ) فجعل يقول : أنفذوا بعث أسامة فلما كان يوم الأحد اشتد مرضه ، فدخل أسامة فوجد رسول الله ( ص ) مغمورا ، وهو اليوم الذي كدوه فيه ، فقبل رأس رسول الله ( ص ) وخرج إلى معسكره ، وعاد في يوم الاثنين ودخل عليه فوجده مغيبا ، فقال له : اغد على بركة الله ، فودعه أسامة وخرج إلى معسكره ، وأمر الناس بالرحيل ، فأنفذت إليه أم أيمن رسولا تقول له : إن رسول الله ( ص ) يموت فعد فأقبل ومعه عمر ، وأبو عبيدة فوجدوا