الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص89
خلق الله السموات والأرض ( وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ) [ التوبة : 36 ] ثلاثة متواليات وواحد فرد ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب فهو الذي بين جمادى وشعبان ألا هل بلغت اللهم فاشهد
أيها الناس ، إن لنسائكم عليكم حقا ولكم عليهن حقا ، ألا يوطئن فرشكم أحدا ولا يدخلن بيوتكم أحدا تكرهونه إلا بإذنكم ولا يأتين بفاحشة ، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن ، وتهجروهن في المضاجع ، وتضربوهن ضربا غير مبرح ، فإذا انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف وإنما النساء عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا ، أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكتاب الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيرا
أيها الناس ، إنما المؤمنون أخوة ، فلا يحل لامرئ مال أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه فلا تظلموا أنفسكم ، ألا هل بلغت اللهم فاشهد ، فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا كتاب الله ألا هل بلغت اللهم فاشهد
أيها الناس إن ربكم واحد ، وإن أباكم واحد كلكم من آدم ، وآدم من تراب أكرمكم عند الله أتقاكم ليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى ، ألا هل بلغت قالوا : نعم ، قال : فليبلغ الشاهد الغائب
أيها الناس إن الله قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ، فلا يجوز لوارث وصية في أكثر من الثلث ، الولد للفراش وللعاهر الحجر ، من ادعى إلى غير أبيه ، ومن تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا
أيها الناس اسمعوا وأطيعوا ، وإن أمر عليكم حبشي مجدع ما أقام فيكم كتاب الله ، أرقاءكم أرقاءكم ، أطعموهم مما تأكلون ، وألبسوهم مما تلبسون ، فإن جاؤوا بذنب لا تريدون أن تغفروه فبيعوا عباد الله ، ولا تعذبوهم ، ألا هل بلغت ، ألا يبلغ الشاهد منكم الغائب فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له ممن سمعه ، والسلام عليكم ورحمة الله
وحكى ابن إسحاق أن هذه الخطبة كانت بعرفة ، وكان المبلغ لها رسول الله ( ص ) ربيعة بن أمية بن خلف ، فيجوز أن يكون خطبها في الموضعين زيادة في الإبلاغ وقد كان رسول الله ( ص ) أردف في حجه هذا ثلاثة ، أردف أسامة بن زيد من عرفة إلى مزدلفة ، وأردف الفضل بن العباس من مزدلفة إلى منى و وأردف معاوية بن أبي سفيان من منى إلى مكة