پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص84

بهم رسول الله ( ص ) عند مسيره إلى تبوك سألوه أن يصلي بهم فامتنع وقال : ‘ حتى نرجع إن شاء الله ‘ وهم اثنا عشر رجلا اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله ، كما حكاه الله عنهم في كتابه فأنفذ من ذي أوان مالك بن الدخشم ، وعاصم بن عدي حتى أضرما في مسجد الضرار نارا ، ودخل المدينة فأتاه المنافقون يحلقون ويعتذرون ، فصفح عنهم ، وإن كان الله تعالى لم يعذرهم ، ونهى عن كلام الثلاثة الذين تخلفوا ، وهم كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية فامتنع المسلمون من كلامهم ، حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ، وضاقت عليه أنفسهم ، وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ، ثم تاب عليهم بعد أن اعتزلهم الناس ، واعتزلوا الناس ، وقبلهم رسول الله ( ص ) مع ما كانوا عليه من صحة الإيمان ونفي الإرتياب .

وكانت هذه غزوات النبي ( ص ) وأخذ المسلمون في قدومهم منها في بيع أسلحتهم ، وقالوا : قد آن قطع الجهاد ، فنهاهم رسول الله ( ص ) وقال : ‘ لا تزال عصابة من أمتي يجاهدون على الحق حتى يخرج الدجال ‘