الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص83
الله بن أبي ابن سلول فيمن معه من المنافقين واليهود ، وسار في عسرة من الظهر كان الرجلان والثلاثة على بعير ، وفي عسرة من النفقة ، وفي عسرة من الماء فظهر من معجزاته في هذا المسير أنه مر بالحجر فنزلها ، واستقى الناس من مائها فقال رسول الله ( ص ) : ‘ لا تشربوه ولا تتوضأوا منه ، ومن عجن به عجينا فلا يأكله ، ويعلفه بعيره ولا يخرج أحد منكم الليلة إلا معه صاحب له ‘ ، ففعلوا ما أمرهم به إلا رجلين خرج أحدهما وحده لحاجته ، وخرج الآخر لطلب بعيره ، فأما الخارج لحاجته فخنق على مذهبه ، وأما الخارج لطلب بعيره ، فاحتملته الريح حتى طرحته على جبلي طيء فأخبر رسول الله ( ص ) بذلك فقال : ‘ ألم أنهكم أن يخرج رجل منكم إلا ومعه صاحبه ‘ ودعا للذي أصيب على مذهبه فشفي ، وأما الواقع على جبل طيء فإن طيئا أهدته لرسول الله ( ص ) حين قدم إلى المدينة .
فلما أصبح الناس وساروا ولا ماء معهم عطشوا ، فشكوا ذلك إلى رسول الله ( ص ) فدعا الله تعالى ، فأرسل سحابة أمطرت ، فارتوى الناس واحتملوا حاجتهم منه ، وضلت راحلة رسول الله ( ص ) فذهب أصحابه في طلبها فقال بعض المنافقين وهو زيد بن اللصيب أليس يزعم محمد أنه نبي يخبركم عن خبر السماء ، وهو لا يدري أين ناقته فبلغ ذلك رسول الله ( ص ) فقال : ‘ وإني والله لا أعلم إلا إن أعلمني الله ، وقد دلني الله عليها ، وهي في الوادي في الشعب الفلاني قد حبستها شجرة بزمامها ، فانطلقوا حتى تأتوا بها ‘ فانطلقوا فوجدوها كذلك فأتوه بها وسار حتى نزل تبوك فلما استقر بها أتاه ابن رؤبة صاحب أبلة ، فصالحه على أيله و وأعطاه الجزية ، وأتاه أهل جرباء و أذرح فأعطوه الجزية وكتب لهم كتابا
وبعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بدومة الجندل ، وهو أكيدر بن عبد الملك من كندة وهو ملك عليها نصراني ، فصار إليه خالد في أربعمائة وعشرين فارسا . وقال لخالد : إنك ستجده يصيد البقر فلما دنا خالد أقبلت البقر تطيف بحصن أكيدر فلما رآها في ليلة مقمرة نزل إليها مع أخيه حسان في جماعة من أهلها ليصيدها فأدركته خيل خالد ، فقتل حسانا ، وأسر أكيدر ، وأجاره على دمه حتى يأتي به رسول الله ( ص ) فلما أتاه حقن دمه ، وكان خالد قد أجاره من القتل على فتح الحصن ، وصالحه على عمله بألفي بعير وثمانمائة رأس وأربعمائة درع عزل منه الخمس والصفى ، وقسم باقيه بين الغانمين فكان السهم خمس فرائض وبذل الجزية فأقره رسول الله ( ص ) عليها ورده إلى موضعه وأقام رسول الله ( ص ) بتبوك عشرين يوما يقصر الصلاة ، وهرقل بحمص ثم انصرف عن تبوك ، ولم يلق كيدا ، وقدم المدينة في شهر رمضان ، ولما نزل قبل دخول المدينة بذي أوان وبينه وبين المدينة ساعة من نهار وكان أهل مسجد الضرار حين مر