پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص82

وصنف منهم البكاؤون : وهم سبعة : سالم بن عمير وعلبة بن زيد ، وسلمة بن صخر ، والعرباض بن سارية ، وعبد الله بن المغفل ومعقل بن يسار ، وعمرو بن حمام أتوا رسول الله ( ص ) يستحملونه فقال : ( لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون ) [ التوبة : 92 ] فنزلت فيه هذه الآية

وصنف منهم متخلفون بغير شك ولا ارتياب وهم ثلاثة : كعب بن مالك ومرارة بن الربيع ، وهلال بن أمية تخلفوا بالمدينة إلى أن قدم رسول الله ( ص ) إليها واقترن بهم اثنان تأخرا في الطريق ، ثم لحقا به أبو ذر الغفاري ، وأبو خيثمة السالمي فأما أبو خيثمة فإنه رجع إلى أهله فوجد امرأتين له ، قد صنعتا له طعاما ورشت كل واحدة منهما عريشها ، فذكر ما فيه رسول الله ( ص ) من الحر ، وما هو فيه من الكن فحلف لا يقيم حتى يلحق به فأدركه ، وقد سار إلى تبوك ، وهو نازل بها فقال الناس : يا رسول الله هذا راكب على الطريق ، فقال : ‘ كن أبا خيثمة ‘ فقالوا : هو والله أبو خيثمة فلما أناخ أقبل فسلم عليه وأخبره بخبره فدعا له وقال فيه خيرا

وأما أبو ذر : فإن بعيره بعد السير أبطأ به ، فتأخر عن الناس ، فذكر تأخيره لرسول الله ( ص ) فقال : ‘ إن يكن فيه خير فسيلحقه الله بكم ‘ فلما لم ينهض به البعير حمل متاعه على ظهره وسار تبع الآثار ، فلما دنا من الناس ، قالوا : يا رسول الله هذا رجل يمشي وحده ، فقال : كن أبا ذر ، فقالوا : هو والله أبو ذر فقال : ‘ يرحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده ‘

فلما نزل أبو ذر الربذة وحضرته الوفاة ، ولم يكن معه إلا امرأته وغلامه وصاهما أن يغسلاه ويكفناه ، ويضعاه على قارعة الطريق ، فأول ركب يمر ، قولا له ، هذا أبو ذر صاحب رسول الله ( ص ) ، فأعينونا على دفنه ، ففعلا ذلك ووضعاه على قارعة الطريق فأقبل عبد الله بن مسعود في رهط من أهل العراق عمارا فقام إليهم الغلام فقال : هذا أبو ذر فأعينونا على دفنه ، فاستهل عبد الله بن مسعود باكيا وقال : صدق رسول الله ( ص ) ‘ تمشي وحدك ، وتموت وحدك ، وتبعث وحدك ‘ فكان هذا وما تقدم من أمر أبي خيثمة من معجزاته ( ص )

ولما أزمع رسول الله ( ص ) المسير من معسكره بثنية الوداع استخلف محمد بن مسلمة على المدينة ، واستخلف علي بن أبي طالب على أهله ، واستخلف أبا بكر على الصلاة بالناس في معسكره ، وصار في ثلاثين ألفا ، وفيهم عشرة آلاف فرس ورجع عبد