پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص80

فهدمها المغيرة ، وقضى أبو سفيان من مالها دين عروة قال : وأما كسر أوثانكم بأيديكم فشأنكم وإياها

وأما الصلاة فلا خير في دين ليس فيه صلاة ، فقالوا : أما هذه فسنؤتيكها وإن كان فيها دناءة وكتب بينه وبينهم كتابا بخط خالد بن سعيد وأمر عليهم عثمان بن أبي العاص ، وكان من أحدثهم سنا ، لأن أبا بكر أخبره أنه رآه أحرصهم على تعلم القرآن والتفقه في الإسلام ، وكان ذلك في شهر رمضان

فصل :

وفي شهر ربيع الآخر من هذه السنة بعث رسول الله ( ص ) علي بن أبي طالب سرية إلى طيء له راية سوداء ولواء أبيض ، وأمره أن يهدم الفلس صنما لهم ، ويشن عليهم الغارة ، فشنها عليهم مع الفجر وسبى إبل حاتم ، وسبى بنته أخت عدي بن حاتم ، وهرب عدي بن حاتم إلى الشام ، واستاق النعم ، وهدم الفلس وكان في بيت الصنم سفيان لهما ذكر يقال لأحدهما رسوب ، وللآخر المخدم كان الحارث بن أبي شمر نذرهما له فصار إلى رسول الله ( ص ) بالصفى وقسم النعم بعد إخراج خمسها وعزل آل حاتم حتى قدم بهم المدينة ، فعزلهم في حظيرة بباب المسجد فلما مر بها رسول الله ( ص ) قامت إليه أخت عدي بن حاتم وكانت امرأة جزلة فقالت : يا رسول هلك الوالد ، وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك ، فقال لها رسول الله ( ص ) : ‘ من أنت ، فقالت : بنت الرجل الجواد حاتم فقال رسول الله ( ص ) ارحموا عزيز قوم ذل ارحموا غنيا افتقر ارحموا عالما ضاع بين الجهال ثم قال لها : قد مننت عليك فلا تعجلي بالخروج حتى تجدي من ثقات قومك من يبلغك إلى بلادك ‘ فأقامت حتى قدم ركب من قضاعة تأمنهم ، فذكرت ذلك لرسول الله ( ص ) فكساها وزودها وحملها حتى قدمت الشام على أخيها عدي بن حاتم ، فاستشارها في أمره ، فأشارت عليه بالقدوم على رسول الله ( ص ) ، فقدم عليه بالمدينة ، ودخل المسجد فقال رسول الله ( ص ) : ‘ من أنت فقال : عدي بن حاتم فقام وانطلق به إلى بيته ، وأجلسه على وسادة وجلس رسول الله ( ص ) على الأرض ، قال عدي : فعلمت حين فعل هذا أنه نبي وليس بملك ثم قال : لعلك يا عدي بن حاتم إنما منعك من الدخول في هذا الدين ما ترى من حاجتهم فوالله ليوشكن المال يفيض فيهم حتى لا يوجد من يأخذه ؛ ولعله إنما منعك من ذلك ما ترى من قلة عددهم وكثرة عدوهم ؛ فوالله ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور البيت لا تخاف إلا الله ، ولعله إنما منعك من الدخول أنك ترى الملك والسلطان في غيرهم وايم الله ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت ‘