پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص78

( إن الذوائب من فهر وإخوتهم
قد بينوا سنة للناس تتبع )
( يرضى بها كل من كانت سريرته
تقوى الإله وكل الخير يصطنع )
( قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم
أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا )
( سجية تلك منهم غير محدثة
إن الخلائق فاعلم شرها البدع )
( إن كان في الناس سباقون بعدهم
فكل سبق لأدنى سبقهم تبع )
( لا يرفع الناس ما أوهت أكفهم
عند الدفاع ولا يوهون ما رقعوا )
( إن سابقوا الناس يوما فاز سبقهم
أو وازنوا أهل نجد بالندى متعوا )
( أعفة ذكرت في الوحي عفتهم
لا يطبعون ولا يرديهم طمع )
( لا يبخلون على جار بفضلهم
ولا يمسهم من مطمع طبع )
( إذا نصبنا لحي لم ندب لهم
كما يدب إلى الوحشية الذرع )
( نسمو إذا الحرب نالتنا مخالبها
إذا الزعانف من أظفارها خشعوا )
( لا فخر إن هم أصابوا من عدوهم
وإن أصيبوا فلا خور ولا هلع )
( كأنهم في الوغى والموت مكتنع
أسد بحلية في أرساغها فدع )
( خذ منهم ما أتوا عفوا إذا غضبوا
ولا يكن همك الأمر الذي منعوا )
( فإن في حربهم فاترك عداوتهم
شرا يخاض عليه السم والسلع )
( أكرم بقول الله شيعتهم
إذا تفرقت الأهواء والشيع )
( أهدي لهم مدحتي قلب يوازره
فيما أحب لسان حائك صنع )
( فإنهم أفضل الأحياء كلهم
إن جد بالناس مجد القول أو شمعوا )

فلما فرغ حسان من شعره ، قال الأقرع بن حابس : وأبي إن هذا الرجل لمؤتى الحكمة ، لخطيبه أخطب من خطيبنا ولشاعره أشعر من شاعرنا ، ثم أسلموا ، وكان الأقرع وعيينة قد أسلما من قبل وشهدا حنينا ، فأجارهم رسول الله ( ص ) ورد عليهم الأسرى والسبي ، وفيهم نزل قوله تعالى ( إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ) [ الحجرات : 4 ]

ثم بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني المصطلق من خزاعة مصدقا وكانوا قد أسلموا وبنوا المساجد ، فلما سمعوا بقدومه تلقوه بالجزور والنعم فرحاً به ، فلما رآهم عاد إلى المدينة ، فأخبر رسول الله ( ص ) أنهم تلقوه بالسلاح ، ومنعوه الصدقة فهم بغزوهم حتى أتاه وفدهم ، فذكروا له ما كان منهم ، فأنزل الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما ) [ الحجرات : 6 ] الآية وأنفذ عباد بن بشر معهم ؛ ليأخذ صدقاتهم ويعلمهم شرائع الإسلام ، فأقام فيهم عشرا ، وعاد ولما أعطى رسول الله ( ص ) المؤلفة وقبائل العرب ما أعطاهم ولم يكن في الأنصار راضياً