پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص74

بالجعرانة من غنائم هوازن ، فقدم الجعرانة يوم الخميس من ذي القعدة ؛ وقدمت عليه وفود هوازن وقد أسلموا ، وفيهم أبو مبرد زهير بن صرد ، فقال : إنما في الحظائر عماتك وخالاتك ، لأنه قد كان رضيعا فيهم ؛ لأنه ( ص ) ارتضع من لبن حليمة ، وكانت من هوازن ولو كنا ملحنا للحارث بن أبي شمر أو النعمان بن المنذر أي : أرضعنا ثم نزلنا منه منزلك منا لرعي ذاك ، وأنت خير الكفيلين وأنشأ يقول :

( امنن علينا رسول الله في كرم
فإنك المرء نرجوه وندخر )
( امنن على نسوة قد كنت ترضعها
إذ فوك تملؤه من محضها الدرر )
( إن لم تداركهم نعماء ننثرها
يا أرجح الناس حلما حين يختبر )
( إنا لنشكر آلاء وإن كفرت
وعندنا بعد هذا اليوم مدخر )
( فالبس العفو من قد كنت ترضعه
من أمهاتك إن العفو مشتهر )
( إنا نؤمل عفوا منك تلبسه
هذي البرية إذ تغفو وتنتصر )
( فأغفر عفا الله عما أنت واهبه
يوم القيامة إذ يهدى لك الظفر )

فقال رسول الله ( ص ) : ‘ إنكم لترون من معي فأبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم أم أموالكم ‘ فقالوا : ما كنا نعدل بالأحساب شيئا فقال رسول الله ( ص ) ‘ أما مالي ولبني عبد المطلب فهو لكم ، وسأسأل الناس ‘ فقال المهاجرون والأنصار : ما كان لنا فهو لرسول الله ( ص ) وقال الأقرع بن حابس أما انا وبنو تميم فلا ، وقال عيينة بن حصن أما أنا وبنو فزارة فلا ، وقال العباس بن مرداس : أما أنا وبنو سليم فلا ، فقالت بنو سليم : ما كان لنا فهو لرسول الله ( ص ) فقال العباس بن مرداس : وهنتموني فقال رسول الله ( ص ) للناس إن هؤلاء القوم قد جاؤوا مسلمين ، وقد كنت استأنيت سبيهم وقد خيرتهم فلم يعدلوا بالأبناء والنساء شيئا ، فمن كان عنده من منهم شيء فطابت نفسه بأن يرده فسبيل ذلك ومن أبى فليرد عليهم ، وله ست قلائص عن كل رأس فرضا علينا من أول ما يفيء الله علينا فردوا إلا عيينة بن حصن أبى أن يرد عجوزا معه طلبا لفدائها ، ثم ردها فلما فرغ من رد السبايا ركب فاتبعوه الناس يقولون : يا رسول الله اقسم علينا فيئنا حتى ألجؤوه إلى شجرة اختطفت رداءه ، فقال : ‘ ردوا علي ردائي ، أيها الناس والله لو كان لي عدد شجر تهامة نعما لقسمتها عليكم ، وما لقيتموني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا ، ثم أخذ وبرة ، وقال : ما لي من فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس والخمس مردود عليكم فردوا الخياط والمخيط فإن الغلول يكون على أهله عارا ونارا وشنارا يوم القيامة ‘