الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص73
قتيلا أعطاه أسلابهم ، حكاه أنس بن مالك ، وعسكر ناس بأوطاس ، فأنفذ رسول الله ( ص ) إليهم أبا عامر الأشعري في جيش فهزمهم وأدرك دريد بن الصمة في شجاره فقتله فبرز ابنه سلمة بن دريد مرتجزا يقول :
ورمى أبا عامر بسهم فقتله فأدركه أبو موسى الأشعري فقتله ، وكان أبو عامر حين رمي بالسهم استخلف على الجيش أبا موسى ووصاه إذا لقي رسول الله ( ص ) أن يقرئه منه السلام وسأله أن يستغفر له فقال رسول الله ( ص ) : ‘ اللهم اغفر لأبي عامر واجعله من أعلى أمتي في الجنة ‘
وكان أبو عامر قد قتل منهم في يومه بنفسه تسعة مبارزة حتى قتله العاشر ولما انهزموا لحق مالك بن عوف وهو رئيس القوم بالطائف فتحصن بها وحاز المسلمون السبايا والأموال فكان السبي ستة آلاف رأس والإبل أربعة وعشرين ألف بعير ، والغنم أربعين ألف شاة ، والفضة أربعة آلاف أوقية وأمر رسول الله ( ص ) فحمل السبي والأموال إلى الجعرانة وولى عليه مسعود بن عمرو القارىء
وسار إلى الطائف لقتال من بها من ثقيف ، ومن انضم إليهم من هوازن فاغلقوا حصنم ، وقاتلوا فيه ، ولم يخرجوا منه فحاصرهم رسول الله ( ص ) خمسة عشر يوما وقيل : ثمانية عشر يوما ، ونادى في حصارها : أيما عبد خرج إلينا فهو حر ، فخرج منهم بضعة عشر رجلا منهم أبو بكرة ، فنزل من الحصن في بكرة فقيل له : أبو بكرة فأعتقهم ، ودفع كل رجل منهم إلى رجل من المسلمين بمؤنته ؛ فشق ذلك على أهل الطائف ، وناشدوه بالرحم ، أن ينصرف عنهم بعد أن أخذ في قطع كرومهم ، وعلم أنه لم يؤذن له فيهم ، فأزمع على الرجوع ، وكان قال لأبي بكر : رأيت أنه أهديت إلي قعبة مملوءة زبدا ، فنقرها ديك ، فأهراق ما فيها ، فقال أبو بكر : ما أظنك تدرك منهم في وقتك هذا ما تريد ، فقال النبي ( ص ) وكذلك أقول ، فاستشار فيهم نوفل بن معاوية ، فقال : يا رسول الله هم ثعلب في جحر إن أقمت عليه أخذته ، وإن تركته لم يضرك ، فرجع عنهم بعد أن نصب عليهم منجنيقا ، وقطع عليهم كروما ليقسم ما