الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص71
خمسة عشر يوما في يوم السبت السادس من شوال ، في إثني عشر ألفا ، منهم العشرة آلاف الذين فتح بهم مكة ، وألفان من أهل مكة
وحنين واد إلى جنب ذي المجاز ، بينه وبين مكة ثلاث ليال
وخرج معه ناس من المشركين ، منهم صفوان بن أمية ؛ لأنه كان في مدة خياره فقال له رسول الله ( ص ) : ‘ أعرنا سلاحك ‘ فقال : أغصبيا محمد قال : ‘ بل عارية مضمونة مؤداة ‘ فقال : ليس بهذا بأس ، فأعطاه مائة درع بما يصلحها من السلاح فسأله أن يكفيه حملها ففعل
وسبب هذه الغزوة : أن هوازن لما رأوا رسول الله ( ص ) قد فتح مكة ، اجتمع أشرافهم وأشراف ثقيف على جمع الناس لمحاربته ، فلما عرف ذلك وقد اجتمعوا ‘ بأوطاس ‘ سار إليهم من مكة حتى نزل بحنين في يوم الثلاثاء ، العاشر من شوال عشاء فعبأ أصحا ؟ في السحر وعقد الرايات والألوية في أهلها ، فدفع ألوية المهاجرين إلى ثلاثة ، دفع إلى علي بن أبي طالب لواء ، وإلى عمر بن الخطاب لواء وإلى سعد بن أبي وقاص لواء ، ودفع ألوية الأنصار إلى ثلاثة ، فدفع إلى الحباب بن المنذر لواء ، ودفع إلى سعد بن عبادة لواء ، وإلى أسيد بن حضير لواء ، وفرق في القبائل الألوية يحملها زعماؤهم وعبأ الناس صفوفا ، فقال أبو بكر : لن نغلب اليوم من قلة ، وظاهر رسول الله ( ص ) بين درعين ، ولبس المغفر والبيضة ، وركب بغلته دلدل والشهباء
فأما هوازن وثقيف فاجتمعوا بأوطاس ، وعلى جميعهم مالك بن عوف النضيري وهو المدبر لهم ، وكان قد أمرهم بحمل ذراريهم وأموالهم ، ليحتموا بها ويقاتلوا عنها ، وكان في الناس دريد بن الصمة ، شيخا كبيرا ، لا فضل فيه إلا التيمن برأيه وكان يقاد في شجار وهو سيد بني جشم ، فقال للناس : في أي واد أنتم ؟ قالوا : بأوطاس قال : نعم مجال الخيل : لا حزنه ضرس ولا سهل دهس ما لي أسمع رغاء البعير ، ونهاق الحمير وبكاء الصغير ؛ قالوا : ساق مالك بن عوف مع الناس بنسائهم ؟ وأبناءهم وأموالهم فدعى مالكا ، وقال له : سقت مع الناس بنسائهم وأبنائهم واموالهم و وأنه لا ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه فارفعهم إلى علياء بلادهم ، ثم الق