الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص66
ودخل رسول الله ( ص ) في كتيبته الخضراء على ناقته القصواء وعلى رأسه عمامة سوداء وهو يسير بين أبي بكر وأسيد بن حضير ، وكان أبو سفيان بمضيق الوادي مع العباس تمر به القبائل ، فيراها ، فيقول للعباس : من هؤلاء ؟ فيقول له سليم فيقول : ما لي وتسليم ، ثم تمر به أخرى فيقول : من هؤلاء ؟ فيقول له أسلم فيقول : ما لي ولأسلم ، ثم تمر به أخرى فيقول : من هذه ؟ فيقول : مزينة فيقول ما لي ولمزينة ، وتمر به أخرى فيقول : من هذه ؟ فيقول له : جهينة ، فيقول ما لي ولجهينة ، كذلك حتى جازت كتيبة رسول الله ( ص ) الخضراء فقال : من هؤلاء ؟ فقال : هذا رسول الله ( ص ) فقال : أبو سفيان : يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما ، فقال له العباس : ويحك إنها النبوة فقال : نعم إذا فقال له العباس الحق الآن بقومك فحذرهم فأسرع حتى دخل مكة ، فصرخ في المسجد ، فقال : يا معشر قريش هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به قالوا : فمه فقال : من دخل داري فهو آمن قالوا : ويحك ! تغني عنا دارك ! قال من دخل المسجد فهو آمن ، ومن أغلق بابه فهو آمن
ودخل الزبير من أعلى مكة فلم يقاتله أحد ، فغرس راية رسول الله ( ص ) بالحجون حتى أتاها ، ودخل خالد بن الوليد من أسفل مكة ، فلقيه بالخندمة عكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو ، وصفوان بن أمية في جمع من قريش ، وأحابيشهم وحلفائهم من بني نفاثة بن بكر ، فقاتلهم خالد حتى قتل أربعة وعشرين رجلا ومن هذيل أربعة رجال فانهزموا أعظم هزيمة فلما رأى رسول الله ( ص ) البارقة على رؤوس الجبال قال : ما هذا وقد نهيت عن القتال ؟ فقيل له إن خالد قوبل ، فقاتل فقال : قضاء الله خير ، وكان فيمن قاتل خالدا حماس بن قيس بن خالد قد أعد سلاحا للقتال ، فلما أخذه ليقاتل في هذا اليوم قالت له امرأته والله ما أرى أنه يعترض محمدا وأصحابه بشيء ، فقال لها : إني لأرجو أن أخدمك بعضهم وأنشأ يقول :
فلما لحق بعكرمة صفوان عاد منهزما حتى دخل بيته ، وقال لامرأته : اغلقي علي بابي فقالت له امرأته : فأين ما كنت تقول فقال :