پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص64

طالب والزبير بن العوام فأخذا الكتاب منها ، وأحضر حاطبا ، وقال : ما حملك على هذا ؟ فاعتذر فعفا عنه واستنفر من حوله من العرب وسار إلى مكة في عشر آلاف درع وحاسر من المسلمين ، منهم من جهينة ألف وخمسمائة ومن مزينة ألف ، ومن سليم سبعمائة ، ومن غفار أربعمائة ومن أسلم أربعمائة وسائرهم من قريش والأنصار ، وطوائف من تميم وقيس وأسد وخرج في يوم الأربعاء العاشر من شهر رمضان بعد العصر ، فاستخلف على المدينة أبا رهم الغفاري ، وصار حتى بلغ الكديد ما بين عسفان وأمج فأفطر ، وقال : ‘ من أحب فليصم ومن أحب فليفطر ‘ ولما وصل قديد عقد الألوية ، والرايات للقبائل ، ولقيه في طريقه بين مكة والمدينة في بنيق العقاب أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، وكان شديدا على رسول الله ( ص ) ومعه عبد بن الله بن أبي أمية بن المغيرة ، وكان ابن عمة رسول الله ( ص ) وأرادا الدخول عليه فكره دخولهما ، فكلمته أم سلمة حتى رق عليهما فدخلا عليه وأنشده أبو سفيان بن الحارث

( لعمري إني يوم أحمل راية
لتغلب خيل الللات خيل محمد )
( لكالمدلج الخيران أظلم ليله
فهذا أواني حين أهدي واهتدي )
( وهاد هداني غير نفسي ونالني
مع الله من طردت كل مطرد )
( أصد وأنأى جاهدا عن محمد
وأدعى ولو لم أنتسب من محمد )
( هم ما هم من لم يقل بهواهم
وإن كان ذا رأي يلم ويفند )
( أريد لأرضيهم ولست بلائط
مع القوم ما لم أهد في كل مقعد )
( فقل لثقيف لا أريد قتالها
وقل لثقيف تلك غيري أوعدي )
( وما كنت في الجيش الذي نال عامرا
وما كان عن جرى لساني ولا يدي )
( قبائل جاءت من بلاد بعيدة
نزائع جاءت من سهام وسردد )

ولما سار بالسقيا لقيه العباس بن عبد المطلب وسار حتى نزل مر الظهران عشاء فأمر أن يوقد كل رجل نارا ، فأوقدت عشرة آلاف نار ، فهال أهل مكة ، ولم يعرفوا الخبر فخرج أبو سفيان بن حرب ، وحكيم بن حزام يتجسسان الأخبار ، وقال العباس بن عبد المطلب : يا صباح قريش والله إن دخل رسول الله ( ص ) مكة عنوة إنه لهلاك قريش آخر الدهر فركب بغلة رسول الله ( ص ) البيضاء ، وتوجه إلى مكة ليرى من