پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص62

ثلاثمائة رجل من المهاجرين والأنصار ، فيهم عمر بن الخطاب إلى حي من جهينة بالقبلية على ساحل البحر وبينهما وبين المدينة خمس ليال ، فأصابهم في الطريق جوع شديد ، فأكلوا الخبط ، فسميت سرية الخبط ، وابتاع لهم قيس بن سعد جزورا نحرها لهم وألقى البحر إليهم حوتا عظيما ، يقال له العنبر ، فأكلوا منه وانصرفوا ، ولم يلقوا كيدا .

( [ سرية أبي قتادة الأنصاري إلى حضرموت ] )

ثم بعث سرية أبي قتادة الأنصاري إلى حضرموت وهي أرض محارب بنجد في شعبان في خمسة عشر رجلا إلى غطفان ، فقتل كثيرا منهم وسبى كثيرا ، وغنم مائتي بعير وألفي شاة وأصاب كل رجل بعد الخمس اثني عشر بعيرا ، وعادوا بعد خمسة عشر يوما .

( [ سرية أبي قتادة إلى بطن إضم ] )

ثم بعث سرية أبي قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري إلى بطن إضم ، وهي فيما بين ذي خشب وذي المروة على ثلاثة برد من المدينة في أول شهر رمضان في ثمانية أنفس ، وذلك حين هم بغزوة مكة ؛ حتى لا يظن ظان إن خرج إلا أنه إلى جهة أبي قتادة ، فلقيهم عامر بن الأضبط الأشجعي فسلم عليهم بتحية الإسلام فبرز إليه محلم بن جثامة الليثي ، فقتله وأخذ بعيره وسلبه ثم لحقوا برسول الله ( ص ) لما علموا مسيره إلى مكة فلحقوه بالسقيا ونزل فيهم القرآن : ( يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا ) [ النساء : 94 ] .

( فصل : [ فتح مكة ] )

ثم غزا رسول الله ( ص ) مكة عام الفتح في شهر رمضان .

وسببه : أن رسول الله ( ص ) لما عقد الصلح بينه وبين قريش عام الحديبية دخلت خزاعة في عهد رسول الله ( ص ) وعقده ودخل بنو بكر من هذيل في عقد قريش وعهدهم ، وشجر نفار بين بني بكر وخزاعة ، فاستعان بنو بكر بقريش فأعانوهم على