الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص61
شهيدا واستغفر له ثم أخذ اللواء جعفر فشد على القوم حتى قتل شهيدا واستغفر له ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة وأثبت قدميه حتى قتل شهيدا ، واستغفر له ، ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ، ولم يكن من الأمراء ، وهو أمر نفسه ‘ ولكنه سيف من سيوف الله فباء بنصر ، فسمي يومئذ سيف الله ، ثم خرج من الغد لصلاة الصبح ، وهو يبتسم فقال له الناس : قد علم الله ما كان من الوجد فلماذا تبتسم فقال ( ص ) : أحزنني قتل أصحابي حتى رأيتهم في الجنة إخوانا على سرر متقابلين ، ورأيت في بعضهم إعراضا كأنه كره السيف ، ورأيت جعفر ملكا ذا جناحين مضرجا بالدماء مصبوغ القوادم . فسمي يومئذ الطيار ، ولما قدم الناس خرج المسلمون إليهم واستقبلوهم بالجرف ، وجعل قوم يحثون التراب عليهم ، ويقولون : يا فرار فقال رسول الله ( ص ) : ‘ ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله ‘
ثم بعث رسول الله ( ص ) بعد جيش مؤتة ، وقبل فتح مكة أربع سرايا أولهن سرية عمرو بن العاص إلى ذات السلاسل وراء وادي القرى على عشرة أيام من المدينة في جمادى الآخرة .
وسببها : أنه بلغه أن جمعا من قضاعة قد تجمعوا يريدون أطراف المدينة ، فأنفذ عمرو بن العاص إليهم في ثلاثمائة رجل من سراة المهاجرين والأنصار ومعهم ثلاثون فرسا ، فسار إليهم وبلغه كثرة جمعهم ، فبعث إلى رسول الله ( ص ) يستمده فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في مائتين من سراة المهاجرين والأنصار ، فيهم أبو بكر ، وعمر وأمره أن يلحق بعمرو ولا يختلفان ، فأراد أبو عبيدة حين اجتمعا أن يؤم بالناس ، فقال عمرو : إنما وردت مددا وأنا الأمير ، فأطاعه أبو عبيدة ، وصلى عمرو بالناس ، ووطىء بلادهم ، وقلل جمعهم حتى انهزموا متفرقين .
ثم بعث رسول الله ( ص ) سرية الخبط في رجب أميرها أبو عبيدة بن الجراح في