پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص59

رجلا ، فاستاقوا نعما كثيرا ، وشاء أصاب السهم خمسة عشر بعيرا ، وعدل البعير بعشرة من الغنم ، وغابت السرية خمس عشرة ليلة

ثم بعث سرية عمرو بن كعب بن عمير الغفاري في شهر ربيع الأول إلى ذات أطلاح ، وهي وراء وادي القرى من أرض الشام في خمسة عشر رجلا ، فوجدوا بها جمعا كثيرا فدعوهم إلى الإسلام ، فلم يستجيبوا ، وقاتلوهم أشد قتال ، حتى قتلوا جميعا ، وأفلت جريح منهم حتى قدم المدينة متحاملا ، فأخبر رسول الله ( ص ) بخبرهم فشق عليه ، وهم أن يبعث إليهم بعثاً فبلغه أنهم قد بعدوا فكف .

وفي هذه السنة أسلم عمرو بن العاص عند النجاشي ، وقدم على رسول الله ( ص ) مسلما وقدم معه خالد بن الوليد ، وعثمان بن طلحة بن أبي طلحة من بني عبد الدار وأسلموا وبايعوا ، فقال عمرو بن العاص : أبايعك على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي ولا أذكر ما تأخر ، فقال رسول الله ( ص ) : ‘ يا عمر بايع ، فإن الإسلام يجب ما قبله ‘

( فصل : [ غزوة مؤتة ] )

ثم بعث رسول الله ( ص ) بجيش مؤتة وهي بأرض الشام بأدنى البلقاء والبلقاء دون دمشق في جمادى الأولى .

وسببها أنه بعث الحارث بن عمير الأزدي رسولا بكتاب إلى ملك بصرى ، فلما نزل مؤتة عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني ، فقتله فلم يقتل لرسول الله ( ص ) رسول غيره ، واشتد عليه وندب الناس ، فأسرعوا وعسكروا بالجرف ، وهم ثلاثة آلاف ، فقال رسول الله ( ص ) : ‘ أمير الناس زيد بن حارثة ، فإن قتل ، فجعفر بن أبي طالب ، فإن قتل فعبد الله بن رواحة ، فإن قتل ، فليرتض المسلمون منهم رجلا ‘

وأوصاهم أن يأتوا مقتل الحارث بن عمير ، ويدعوا من هناك إلى الإسلام ، فإن استجابوا وإلا استعانوا بالله وقاتلوهم ، وخرج مشيعا لهم حتى بلغ ثنية الوداع ، فلما ودعه أمراؤه أتاه عبد الله بن رواحة مودعا فقال وهو يبكي والله ما بي حب للدنيا ولكن سمعت رسول الله ( ص ) يقرأ وذكر النار فقال : ( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ) [ مريم : 71 ] فلست أدري كيف لي بالصدر بعد الورود فقال . المسلمون ‘ صحبكم الله ، ودفع عنكم ، وردكم إلينا صالحين ، فقال عبد الله بن رواحة :