پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص57

( خلوا بني الكفار عن سبيله
قد أنزل الرحمن في تنزيله )
( في صحف تتلى على رسوله
إني شهيد أنه رسوله )
( يا رب إني مؤمن بقبله
أعرف حق الله في قبوله )
( فاليوم نضربكم على تأويله
كما ضربناكم على تنزيله )
( ضربا يزيل الهام عن مقيله
ويذهل الخليل عن خليله )

فقال رسول الله ( ص ) : ‘ إيها ابن رواحة . قل : ‘ لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده ، وأعز جنده ، وهزم الأحزاب وحده ‘ فقالها : وقالها الناس ، ودخل فاستلم الركن بمحجن وطاف على راحلته مضطجعا بثوبه من فوق منكبه الأيسر وتحت منكبه الأيمن ، وسعى في الأشواط الثلاثة ، ومشى في الأربعة ؛ لأن قريشا قالوا حين رأوا المسلمين وقد هربوا منهم إلى رؤوس الجبال : أما تروهم قد أوهنتهم حمى يثرب فقال رسول الله ( ص ) : ‘ رحم الله امرءا أظهر نشاطا ، وجلدا ، واضطبع ورمل فاضطبعوا ، ورملوا ‘ .

قال ابن عباس : إنما أمر بالسعي في الثلاث والمشي في الأربعة بقيا عليهم ، ثم طاف بين الصفا والمروة سبعا راكبا على راحلته ، ونحر هديه عند المروة ، وقال : ‘ كل فجاج مكة منحر ‘ وفعل المسلمون مثل فعله ، وكان قد استوقف قوم منهم ببطن يأجح فمر من طاف وسعى ، فوقف موقفهم ، وجاء من تخلف هناك فطافوا وسعوا ، ثم دخل رسول الله ( ص ) الكعبة فلم ينزل فيها إلى الظهر ، وأمر بلالا فأذن على ظهر الكعبة وأقام بمكة ثلاثا وتزوج ميمونة بنت الحارث الهلالية زوجه بها العباس بن عبد المطلب ، ولما كان عند الظهر من اليوم الرابع أتاه سهيل بن عمرو ، وحاطب بن عبد العزى ، فقالا له : قد انقضى أجلك ، فاخرج عنا ، وكان قد نزل في قبة من أدم بالأبطح فأمر أبا رافع ، فنادى بالرحيل ، وأن لا يمسي بمكة أحد من المسلمين ، وركب حتى نزل سرف ، وأقام أبو رافع بمكة حتى أمسى ، ثم حمل ميمونة ، فبنى بها بسرف وحمل معه عمارة بنت حمزة بن عبد المطلب ، فاختصم فيها علي وجعفر وزيد بن