الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص53
ثم فتح حصن الشق وحصن النطاة وحصن الصعب بن معاذ وكان أكبر الحصون وأكثرها مالا ، وحصن الكتيبة وبقي حصن الوطيح ، وحصن السلالم ، فحاصرهما بضع عشرة ليلة ، وعندهما اشتد القتال ، وبرز مرحب اليهودي ، وهو يرتجز ويقول :
فبرز إليه من مثله ، واختلف في قاتله ، فحكى جبار بن عبد الله أنه برز إليه محمد بن مسلمة فقتله .
وحكى بريدة الأسلمي أن رسول الله ( ص ) كان ربما أخذته الشقيقة ، فيلبث فيها اليوم واليومين لا يخرج ، فأخذته الشقيقة بخيبر ، فلم يخرج إلى الناس ، فأخذ الراية أبو بكر ونهض فقاتل قتالا شديدا ، ورجع ثم أخذ الراية عمر فنهض ، وقاتل قتالا شديداً ، ثم رجع وبلغ ذلك رسول الله ( ص ) فقال : ‘ والله لأعطينها غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ‘ فلما كان من الغد دفع الراية إلى علي ، وكان بعينه رمد ، فتفل فيها رسول الله ( ص ) من ريقه وخرج ، فبرز إليه مرحب مرتجزا بما قال من رجزه :
فبرز إليه علي ، وهو يقول :
فاختلفا ضربتين ، فضربه علي فقتله ، ثم فتح الحصنين الباقيين ، ولما اطمأن رسول الله ( ص ) أهدت له زينب بنت الحارث اليهودية ، وهي بنت أخي مرحب وامرأة سلام بن مشكم شاة مصلية مسمومة ، واكثرت من سمها في الذراع ؛ لأنه كان أحب الشاة إلى رسول الله ( ص ) فأخذ الذراع ومضغه ، ولم يسغه وأكل معه بشر بن البراء بن معرور ، فأما بشر فمات ، وأما رسول الله ( ص ) فإنه قال : ‘ إن العظم ليخبرني أنه