الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص47
في شعبان ، فقدم عليهم فهربوا منه ، وأخذ منهم خمسمائة بعير وألفي شاة ، ولم يلق كيدا وأخذ منه صفي رسول الله ( ص ) لقوحا تدعى الجعدة ثم عزل الخمس ، وقسم الباقي بين الغانمين
ثم بعث سرية زيد بن حارثة إلى أم قرفة بناحية وادي القرى على سبع ليال من المدينة في شهر رمضان .
وسببه أن زيد بن حارثة خرج في تجارة إلى الشام ، ومعه بضائع لأصحاب رسول الله ( ص ) ، فخرج عليه ناس من فزارة ، فضربوه ، وأخذوا ما كان معه فقدم على رسول الله ( ص ) وأخبره بما كان فبعثه إليهم فأحاط بالحاضر ، وأخذوا أم قرفة ، وهي فاطمة بنت ربيعة ، وبنتها جارية بنت مالك بن حذيفة بن بدر
وأما أم قرفة فقتلها قيس بن المسحر قتلا عنيفا ، ربط رجليها بحبل بين بعيرين حتى قطعاها ، وأما جارية فأخذها سلمة بن الأكوع ، فوهبها لرسول الله ( ص ) ووهبها رسول الله ( ص ) لحزن بن أبي وهب ، وقدم زيد فقرع باب رسول الله ( ص ) فقام إليه عريانا يجر ثوبه حتى اعتنقه ، وقبله ، وسأله عن خبره ، فأخبره بظفره
ثم بعث رسول الله ( ص ) سرية إلى قتل أبي رافع سلام بن أبي الحقيق النضري بخيبر في شهر رمضان ؛ لأنه كان يبعث قبائل العرب على حرب رسول الله ( ص ) فبعث إليه عبد الله بن عتيك ، وعبد الله بن أنيس وأبا قتادة وخزاعي بن الأسود فدخلوا عليه ليلا وقتلوه في الظلمة ، وادعى كل واحد منهم قتله ، فلما قدموا على رسول الله ( ص ) وأخبروه بقتله وتنازعهم في قاتله أخذ أسيافهم فنظر إليها فرأى أثر الدم في ذباب سيف عبد الله بن أنيس ، فقال : ‘ هذا قاتله ‘ .
ثم بعث رسول الله ( ص ) سرية عبد الله بن رواحة إلى أسير بن رقرام اليهودي بخيبر في شوال ؛ لأن اليهود أمروه على أنفسهم بعد قتل ابن أبي الحقيق فسار إلى غطفان وبعثهم على حرب رسول الله ( ص ) ، فبعث إليه عبد الله بن رواحة في ثلاثين رجلا أمد بهم فاستأمنوه واستأمنهم ؛ ليأتي رسول الله ( ص ) حتى يستعمله على خيبر ؛ فطمع في ذلك ، وخرج معهم في ثلاثين رجلا قد ارتدف كل يهودي مع مسلم ، ثم ندم أسير وأراد أن يفتك بالقوم ، فقتل عبد الله بن أنيس أسيرا ، ضربة فقد فخذه ، وضربه أسيد فشجه مأمومة وقتلوا جميعا ، ولم يفلت منهم إلا رجل واحد ، وسلم جميع المسلمين