الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص46
ثم بعث زيد بن حارثة إلى الطرف ، وهو ما دون النخيل على ستة وثلاثين ميلا من المدينة طريق النقرة إلى بني ثعلبة في خمسة عشر رجلا ، فأصاب نعما ولم يلق كيدا ، وعاد بعد أربعة أيام ، وذلك في جمادى الآخرة .
ثم بعث رسول الله بن حارثة إلى حسمى ، وهي وراء وادي القرى في جمادى الآخرة في خمسمائة رجل .
وسببه : أن ناسا من جذام قطعوا على دحية بن خليفة الكلبي حين عاد من قيصر برسالة رسول الله ( ص ) بجائزة وكسوة ، فصار إليهم زيد ، فقتل فيهم قتلا ذريعا وأغار على نعمهم ، فأخذ من الإبل ألف بعير ومن الشاة خمسة آلاف ، ومن السبي مائة من النساء والصبيان فرد زيد بن رفاعة الجذامى بالكتاب الذي كتبه رسول الله ( ص ) له ولقومه من جذام ليال قدم عليه وقال يا رسول الله لا تحرم علينا حلالا ، ولا تحل لنا حراما فأنفذ رسول الله ( ص ) علي بن أبي طالب إلى زيد بن حارثة يأمره أن يرد عليهم حرمهم وأموالهم ، فلقيه بالفحلتين بين المدينة وذي المروة ، فأبلغه أمر رسول الله ( ص ) فرد الناس والنعم ، وجميع ما كان في أيديهم .
ثم بعث رسول الله ( ص ) سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل لدعاء من بها من بني كلب إلى الإسلام في شعبان ، فأقعده بين يديه ، وعممه بيده وقال له : ‘ اغز على اسم الله في سبيل الله وقاتل من كفر بالله ولا تعذب ولا تقتل وليدا ، فإن استجابوا لك فتزوج بنت ملكهم ‘ فسار إليهم حتى قدم دومة الجندل ، ومكث بها ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام ، فأسلم رأسهم الأصبغ بن عمرو الكلبي ، وكان نصرانيا وتزوج بنته تماضر بنت الأصبع ، وهي أم أبي سلمة بن عبد الرحمن ، وأسلم ناس كثير ، ودفع الباقون الجزية .
ثم بعث رسول الله ( ص ) سرية علي بن أبي طالب عليه السلام في مائة رجل إلى بني سعد بن بكر في الهمج ما بين فدك وخيبر ؛ لأنهم أرادوا أن يمدوا أهل خيبر ، وذلك