الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص45
له اللواء في رمحه ، وقدمه أمامه ، فتلحقه الخيول ، وسار في أثره بخمسمائة من أصحابه ، وتسرع سلمة بن الأكوع راجلا ، فبكى ، وأبلى وهو يقول :
واسترجعوا منهم عشر لقائح ، وهربوا بعشر بعد أن قتل منهم عدد ، وقسم رسول الله ( ص ) لكل مائة جزورا ينحرونها ، وقال : ‘ خير فرساننا اليوم أبو قتادة ، وخير رجالتنا سلمة ‘ ونزل بذي قرد ، فأقام به يوما وليلة ، وصلى فيه صلاة الخوف ، وعاد إلى المدينة في يوم الاثنين بعد خمسة أيام ، وأردف سلمة بن الأكوع في طريقه
تم سرية عكاشة بن محصن إلى الغمر على ليلتين من فيد أنفذه رسول الله ( ص ) في شهر ربيع الأول في أربعين رجلا إلى بني أسد ، فهربوا ولم يلق كيدا ، واستاق منهم مائتي بعير وقدم بها المدينة
ثم أنفذ رسول الله ( ص ) محمد بن مسلمة سرية إلى ذي القصة إلى بني ثعلبة وبينها وبين المدينة أربعة وعشرون ميلا طريق الربذة ، وبعث معه عشرة نفر في شهر ربيع الأول ، وأحاط القوم بهم وكانوا مائة فقتلوهم
ووقع محمد بن مسلمة صريعا بينهم ، فضرب كعبه فلم يتحرك ، وجردوهم من الثياب ، ومر بمحمد بن مسلمة رجل مسلم ، فحمله إلى المدينة ، فأنفذ رسول الله ( ص ) أبا عبيدة بن الجراح إلى ذي القصة لطلب القوم في أربعين ، فهربوا في الجبال واستاق من نعمهم ، وقدم به المدينة ، فخمسه رسول الله ( ص ) وقسم أربعة أخماسه فيهم .
ثم بعث سرية زيد بن حارثة في جمادى الأولى في مائة وسبعين راكبا ؛ ليعترضوا عيرا لقريش وردت من الشام فيها فضة كثيرة لصفوان بن أمية ، وأموال ، فظفر بها وأسر ناسا فيها منهم : أبو العاص بن الربيع ، وقدم به المدينة فاستجار بزينب بنت رسول الله ( ص ) وكانت زوجته ، فخرجت بعد إجارته ، ونادت في المسجد بعد صلاة الصبح : أني قد أجرت أبا العاص بن الربيع ، فقال رسول الله ( ص ) : ‘ ما علمت بشيء من هذا ، وقد أجرنا من أجرت ‘ ، ورد عليه ما أخذ منه ، وعاد إلى مكة حتى رد على الناس أموالهم ، ورجع إلى المدينة مسلما