الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص44
سعد بما حكم ، وكان قد رماه ابن العرقة في أكحله دعا أن لا يموت حتى يشفيه الله من بني قريظة ، فمر به بعد حكمه وهو مضطجع فأصابت الجرح بظلفها فما رقا حتى مات وانصرف رسول الله ( ص ) إلى المدينة في يوم الخميس كسابع من ذي الحجة ، ثم أمر بهم فأدخلوا المدينة ، وحفر لهم أخدود في السوق وجلس عليه مع أصحابه ، وأحضروا إليه رسلا فضرب أعناقهم ، وكانوا ما بين ستمائة إلى سبعمائة ، وسميت هذه السنة عام الخندق ؛ لأنه أعظم ما كان فيها .
وفي هذه السنة تزوج رسول الله ( ص ) زينب بنت جحش حين نزل عنها زيد بن حارثة ، ونزل فيها من القرآن ما نزل ، وكانت غزواته فيها خمسا .
ثم دخلت سنة ست فابتدأ رسول الله ( ص ) فيها بسرية محمد بن مسلمة في ثلاثين راكبا إلى القرطاء في العاشر من المحرم ، فقتل نفرا منهم ، وهرب باقوهم واستاق نعمهم ، ولم يعرض للسبي ، وقدم إلى المدينة بمائة وخمسين بعيرا وبألف شاة بعد تسعة عشر يوما
ثم غزا رسول الله ( ص ) غزوة بني لحيان بناحية عسفان لأجل من قتل من أصحابه في بئر معونة ، وخرج في هلال شهر ربيع الأول مائتي رجل ومعهم عشرون فرسا واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم ، وسار إليهم ، فهربوا في رؤوس الجبال ، ونزل عسفان ، وبث منها السرايا ، فلم يلق كيدا ، وصلى بهم بها صلاة الخوف . وخر راكعا وهو يقول : ‘ آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ، أعوذ بالله من وعثاء السفر وكآبة المنقلب ، وسوء المنظر في الأهل والمال ‘
وعاد إلى المدينة بعد أربعة عشر يوما .
ثم غزا رسول الله ( ص ) غزوة الغابة وهي طريق الشام على بريد من المدينة
وسببها : أن عشرين لقحة كانت لرسول الله ( ص ) بالغابة فيها أبو ذر أغار عليها عيينة بن حصن في أربعين فارسا ، وقتلوا ابن أبي ذر ، وجاء الصريخ إلى رسول الله ( ص ) ، فنودي : يا خيل الله اركبي ، فكان أول ما نودي بها ، وخرج رسول الله ( ص ) في وقته من يوم الأربعاء مقنعا بالحديد ، فكان أول من أقبل إليه المقداد بن عمرو ، فعقد