الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص43
سعد بن معاذ وسعد بن عبادة ، فقالا : إن كنت قد أمرت بشيء فافعل ، وإن لم تؤمر فما تعطيهم إلا السيف ، فقال : إنما هو شيء شاورتكما فيه ثم هزم الله الأحزاب صبيحة اختلافهم بعد حصار المدينة خمسة عشر يوما ، وعاد رسول الله ( ص ) إلى المدينة مسرورا في يوم الأربعاء الثالث والعشرين من ذي القعدة
ثم غزا رسول الله ( ص ) بني قريظة ؛ لنقضهم العهد الذي بينه وبينهم ، وطاعتهم لأبي سفيان ؛ ذلك لأن رسول الله ( ص ) لما عاد من الخندق بعد انهزام الأحزاب نزل عليه الوحي حين دخل منزل عائشة يؤمر بالمسير إلى بني قريظة ، فدفع لواءه إلى علي بن أبي طالب ، ونادى في الناس : ‘ لا يصلين أحد الظهر إلا في بني قريظة ‘ وكان يوم الأربعاء الثالث والعشرين من ذي القعدة الذي انهزمت فيه الأحزاب فتخوف قوم فوات الصلاة ، فصلوا ، وقال قوم : لا نصلي إلا حيث أمرنا وإن فات الوقت ، فما عنف رسول الله ( ص ) واحدا من الفريقين ، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم وسار إليهم وهو راكب على حمار ، وغزا والمسلمون معه ، وهم ثلاثة آلاف ، والخيل ستة وثلاثون فرسا ، وحاصرهم في حصونهم أشد الحصار خمسة وعشرين يوما ، وكانوا سألوا إنفاذ أبي لبابة بن عبد المنذر إليهم ، فلما تقدم شاوروه في أمرهم ، فأشار بيده إلى حلقه أنه الذبح ، ثم ندم فاسترجع ، وقال : حنث الله ورسوله ، فانصرف وارتبط في المسجد ، ولم يأت رسول الله ( ص ) حتى أنزل الله توبته ثم نزلوا على حكم رسول الله ( ص ) فأمر محمد بن مسلمة فكتفوا ، وعزلوا عن النساء والذرية ، وغنم ما في حصونهم فوجد فيها ألفا وخمسمائة سيف ، وثلاثمائة درع وألفي رمح وألفا وخمسمائة ترس فخمس ووجد خمرا فأهريق ، ولم يخمس ووجد لهم مواشي كثيرة وبيعت الأمتعة فيمن يريد وقسمت الغنيمة بعد إخراج خمسها على ثلاثة آلاف واثنين وسبعين سهما للفارس ثلاثة أسهم ، وللراجل سهما واحدا ، وقسم السبي ، واصطفى منه ريحانة بنت عمرو لنفسه ، واجتمع الأوس إلى رسول الله ( ص ) يسألونه في بني قريظة لحلف كان بينهم فحكم فيهم سعد بن معاذ ، وكان به الجرح الذي رماه ابن العرقة فحكم سعد أن من جرت عليه المواسي قتل ، ومن لم تجر عليه المواسي استرق ، وتسبى ذراريهم ، وتغنم أموالهم ، فقال رسول الله ( ص ) : ‘ هذا حكم الله من فوق سبعة أرقعة ‘ يعني : سبع سموات ، وحكى حميد أن معاذا حكم أن يكون الديار للمهاجرين دون الأنصار فقالت الأنصار : إخواننا كنا معهم ، فقال : إني أحببت أن يستغنوا عنكم ، فلما حكم