پایگاه تخصصی فقه هنر

الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص40

وسببها ورود الخبر أن سيدهم الحارث بن أبي ضرار يجمع قومه ، ومن قدر عليه من العرب ، لقصد المدينة فخرج رسول الله ( ص ) في يوم الإثنين الثاني في شعبان في ناس كثير من المهاجرين ، والأنصار ، وخرج معه كثير من المنافقين لم يخرجوا في غزاة قبلها ، وكان معهم ثلاثون فرساً عشرة منها للمهاجرين ، وعشرون للأنصار ودفع راية المهاجرين إلى أبي بكر وراية الأنصار إلى سعد بن عبادة واستخلف على المدينة زيد بن حارثة ، ووصل إلى المريسيع وظفر بالقوم ، قيل : إنه شن الغارة عليهم بياتا

وقيل : بقتال ومحاربة ، فقتل منهم عشرة وأسر باقيهم ، فلم يفلت منهم أحد وسبى ذراريهم ، وكانوا مائتي ثيب ، واستاق نعمهم فكانت الإبل ألفي بعير والشاة خمسة آلاف شاة ، فجعل البعير بعشر شياة ، وقسمهم بعد أخذ الخمس ، وأسهم فيها للفارس ثلاثة أسهم ، سهما له وسهمين لفرسه ، وللراجل سهما واحدا وكان مع رسول الله ( ص ) فرسان : لزاز والظرب فلم يرو أنه أخذ إلا سهم فرس واحد ، وكان في السبي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار وحصلت في سهم ثابت بن قيس بن شماس أو لابن هم له ، فكاتباها على تسع أواق ذهبا فسألت رسول الله ( ص ) في كتابتها فأداها عنها وتزوجها ، وجعل صداقها عتق كل أسير من قومها

وقيل : عتق أربعين منهم ، ومن على أكثر السبي ، وقدم بباقيهم المدينة ، ففداهم أهلوهم حتى خلصوا جميعا وفيها تنازع جهجاه بن سعيد الغفاري من المهاجرين وسنان بن وبر من الأنصار على ماء ، فضربه جهجاه فتنافر المهاجرون والأنصار وشهروا السلاح ، ثم اصطلحوا ، فقال عبد الله بن أبي ابن سلول ، إن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ، فذكر ذلك زيد بن أرقم لرسول الله ( ص ) فسار لوقته ، ووقف عبد الله بن عبد الله بن أبي على طريق المدينة ، فقال لأبيه : لا أفارقك حتى تزعم أنك الذليل ومحمد العزيز ، فمر به رسول الله ( ص ) فقال : ‘ دعه ، فلنحسن صحبته ما دام بين أظهرنا ‘ .

وفي هذه الغزوة ضاع عقد لعائشة رضي الله عنها ، فأقام الناس على طلبه حتى أصبحوا على غير ماء ، فأنزل الله تعالى آية التيمم ، فقال أسيد بن حضير ليست هذه أول بركاتكم يا آل أبي بكر ؛ فإنه ما نزل بك أمر تكرهينه إلا جعل الله فيه مخرجا وللمسلمين فيه خيرا .

وفي هذه الغزوة كان حديث عائشة في الإفك حتى أنزل الله تعالى فيه ما أنزل وعاد إلى المدينة في هلال شهر رمضان بعد اثنين وعشرين يوما .