الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص39
الخبر ورد إلى المدينة بأن بني أنمار وبني ثعلبة قد تجمعوا لحرب أهل المدينة فخرج رسول الله ( ص ) في ليلة السبت العاشر من المحرم في أربعمائة رجل من أصحابه ، وقيل : في سبعمائة واستخلف على المدينة عثمان بن عفان وسار حتى بلغ ذات الرقاع وهو جبل فيه حمرة ، وسواد ، وبياض ، سمي به ذات الرقاع فوجد القوم قد تفرقوا في الجبال ، وظفر بنسوة أخذهن ، وصلى بهم صلاة الخوف وهي أول صلاة صلاها في الخوف ، وعاد ، وابتاع من جابر بن عبد الله جمله بأوقية وشرط له ظهره إلى المدينة وعاد إلى المدينة بعد خمسة عشر يوما
ثم غزا رسول الله ( ص ) غزوة دومة الجندل ، وهي من أطراف الشام بينها وبين دمشق خمس ليال ، وبينها وبين المدينة خمس عشرة ليلة .
وسببها ورود الخبر أنه يجمع بها جمع كبير يريدون طرق المدينة ، فخرج إليهم رسول الله ( ص ) في الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول في ألف رجل من المسلمين ، يسير الليل ويكمن النهار ، واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري ، ووصل إليها وقد هرب القوم ، عنها واستاق بعض نعمهم ، وأقام فيها أياما يبث السرايا ، فلم يلق كيدا فعاد ووادع في طريقه عيينة بن حصين ، ودخل المدينة في العشرين من شهر ربيع الآخر .
ثم غزا رسول الله ( ص ) غزوة المريسيع إلى بني المصطلق من خزاعة والمريسيع ما كانوا نزولا عليه .