الحاوی الکبیر فی فقه مذهب الامام الشافعی و هو شرح مختصر المزنی-ج14-ص34
ورد نافع بن خديج ، وسمرة بن جندب ، ثم أجازهما ، وأقام بمكانه أكثر الليل ثم سار إلى أحد ، فانخذل عنه عبد الله بن أبي ابن سلول مع ثلاثمائة من قومه ، ومن تابعه من المنافقين ، وعاد إلى المدينة وقال : علام نقتل أنفسنا ؟ وبقي مع رسول الله ( ص ) سبعمائة رجل ، فسار حتى نزل صبيحة يوم السبت السابع من شوال ، بالشعب من أحد و أمر الرماة وهم خمسون رجلا أن يقفوا عند الجبل ، وجعل عليهم عبد الله بن جبير وأن يرموا الجبل من ورائهم ، وقال لهم : ‘ لا تبرحوا من مكانكم إن كانت لنا أو علينا ‘ ، وجعل على الخيل الزبير بن العوام ، وصافوا العدو ، وتقدم أبو عامر الراهب في الأحابيش ، والعبيد ونادى الأوس فقالوا : لا مرحبا بك ، ولا أهلا ، وصدقوا القتال : فانهزمت قريش ، وتشاغل المسلمون بالغنيمة ، وزال الرماة عن مواقعهم ، طلبا ، للغنيمة فبدر النساء يضربن بالدفوف ، ويحرضن الرجال ويعلن :
فعادت قريش ، وعطف خالد بن الوليد في الجبل إلى موقف الرماة من وراء المسلمين ، فانهزموا ووضع فيهم السيف ، فقتل منهم سبعون رجلا عدة من قتل من المشركين يوم بدر ، فيهم حمزة بن عبد المطلب ، قتله وحشي ، ومثل به وبقرت هند بطنه ، وأخذت كبده ، فلاكتها بفمها ، ثم لفظتها ومثل بجماعة من المسلمين ، وكسرت رباعية رسول لله ( ص ) أصابها عتبة بن أبي وقاص ، وشجه في جبهته وضربه ابن قميئة بالسيف على شقه الأيمن فاتقاه طلحة بن عبيد الله ، فشلت أصبعه وادعى أنه قتل رسول الله ( ص ) وشاع الخبر به في المسلمين ، والمشركين ، فقال أنس بن النضر : يا قوم إن كان محمد قد قتل ، فإن رب محمد لم يقتل ، ولم يبق مع نبي الله إلا أربعة عشر رجلا سبعة من المهاجرين منهم أبو بكر ، وعلي ، وطلحة و الزبير ، وسبعة من الأنصار ، وانهزم الباقون بعد أن قتل بين يديه من المسلمين نحو ثلاثين رجلا كلهم يتقدم بين يديه . ويقول : وجهي لوجهك الوفاء ونفسي لنفسك الفداء وعليك سلام الله ، غير مودع وقتل من المشركين أربعة وعشرين رجلا منهم أصحاب اللواء ، من بني عبد الدار